يُعتبر يوم المولد النبوي الشريف من أعظم الأيام التي يَحتفِل بها كافّة المسلمون، ويأتي هذا اليوم في الثاني عشر من ربيع أول، فهو اليوم الذي وُلِدَ فيه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهُنا سنتحدث عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الذي تحتفل به كافّة الدول الإسلامية في كل عام، وتدخُل ضمن الإحتفال بيوم المولد النبوي الشريف العديد من المراسم المُتمثّله في العادات والتقاليد، مثل زيارة الأرحام وتبادل التهاني والتبريكات مع من نُحب من الأهل والأصدقاء، فنحنبدورنا سنُبيّن لكم فى هذا فهرس حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.
الاحتفال بالمولد النبوي
يَحتفل عامة المُسلمون بيوم المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع أوّل من كل عام، بينَما يُعتبر المولد النبوي من أعظم الأيّام، ويُعرف المولد النبوي علي أنّه ذلك اليوم الذي وُلِد به المصطفى محمد صلّي الله عليه وسلّم.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
جئنا لكم هنا بالحُكم الشرعي للاحتفال بالمولد النبوي، حيثُ يتساءل العديد من الناس عن حكم إقامة احتفالات بمُناسبة يوم المولد النبوى الشريف، وهل الاحتفال به حًرام أم حلال، لكُل هَذِه الأسئلة المطرُوحة في أذهانكم نسرد لكُم الأجوبة من خلال جمع الآراء لأكبر علماء الشريعة الإسلامية، و هنا نُوضّح لكُم حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كما يأتى:
- الامام ابن باز: قال الامام بن باز عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ان المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعَلَّمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك عَلِمْنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
- أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك، كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
- ليس حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع.
- لكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.