قَد تسأل ماذا قال رسول الله عن الامام الحسين وأنت لا تَعلم الإجابة، ولا تعلم ما فيها من أهميّة، ولكن للعلم المُؤكّد فإنّ ما قاله الرسول محمد “صلّى الله عليه وسلّم” حول الإمام الحسين يُعدّ بالأساس مدح وثَناء على ما عاشه الإمام حسين، والاهتمام بالإمام الحسين كبير جداََ، لا سيّما إذا كان في جمهورية إيران الإسلامية والتي تُدين بالديانة الإسلامية، ولكن بالمذهب الشيعي الذي يُقدّس الإمام الحسين أكثر مِن اللازم، حتى بات الكثير مِنهُم في ذكرى الإمام الحسين يُنادون يا حسين يا حسين يا حسين وهم يلطِمُون الوَجهَ ويَضربون الرأس والظهر.
ماذا قال رسول الله عن الامام الحسين (رضي الله عنه)
الحَديث من الرسول محمد “صلّى الله عليه وسلّم” فيه الكثير من الحُسن والصدق، في ذلك نستشِفّ أنّ مَا قاله الرسول عن الامام الحسين هو الصدق والشّيء الذي نراه ماثل في كُلِّ حدبِِ وفي كل صَوب مِن هذا الأمر وذاك، وعلى إجابة سؤال ماذا قال رسول الله عن الامام الحسين الكثير من التوجهات التي تظهر أدناه.
احاديث الرسول في فضل الامام الحسين
هَناك أحاديث كبيرة للغَاية ومُهمّة تَسدُل الستار أمام الباحث عَن عَبقِ الحديث الذي قاله الرسول محمد “صلّى الله عليه وسلم” بفضل الامام الحسين كما يلي:
عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: دخلتُ عَلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وعِنده أُبَي بن كعب، فَقال لي رسول الله : مرحبََا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرضين، قال له أبي: وكيف يكُون يا رسول الله زين السماوات والأرضين أحد غيرك ؟ قال: يا أُبي: والذي بَعثني بالحق نبيََا، إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنّه لمكتوب عن يمين عرش الله عز وجل: مصباح هدى وسفينة نجاة وإمامُ خير ويُمن وعز وفخر، وعلم وذُخر وإنّ الله عز وجل ركب في صلبه نُطفة طَيّبة مُباركة زكيّة، ولقد لقّن دعوات ما يدعوا بهنَّ مَخلُوق إلّا حشره الله عز وجل معه وكان شَفيعه في آخرته، وفرّج الله كربه وقضى بها دينه ويسّر أمره وأوضح سبيله وقواه على عدوه ولم يهتِك ستره، فقال أُبَي بن كعب: وما هذه الدعوات يا رسول الله ؟
في ذلك الأمر قال: تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قَاعد: الّلهم إني أسألك بكلماتك ومَعاقِد عَرشك، وسكان سمواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي، فقد أرهقني من أمري عُسرََا، فأسألك أن تُصلّي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي مِن أمري يسرا. فإنّ الله عز وجل يسهل أمرك ويشرح صدرك ويُلقّنك شهادة أن لا إله إلّا الله عِند خروج نفسك، قال له أُبي: يا رسول الله فَما هذه النّطفة التي في صلب حبيبي الحسين ؟ قال: مثل هذه النطفة كمثِل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان، يكون من اتّبعه رشيدََا ومن ضل عنه هويََا.
(كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/62)
هَذا وعن ابن عباس قال: لمّا نزلت (قل لا أسألكُم عليه أجراً إلا المودّة في القُربى) قالوا: يا رسول الله ومن قُرابتك هؤلاء الذين وجَبَت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وإبناهما.
(نور الأبصار ص123 ـ 124 ـ المدهش الكبير ج3 ح2641 ص47 ـ ينابيع المودة ج2 ص453 ـ 454 ـ فرائد السمطين ج2 ص13 ـ مجمع الزوائد ج9 ـ إحياء الميت بفضائل أهل البيت (ع) الحديث الثاني ص25 ـ 26 ـ الاتحاف بحبّ الأشراف ص43 ـ الصواعق المحرقة الباب11 ص170ـ مطالب السؤول ص52 ـ كفاية الطالب الباب11 ص91)
حيثُ وعن يَعلى بن مُرّة قال: كُنّا مع رسول الله فَدُعينا إلى طعامِِ، فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القَوم، ثُمّ بَسط يَديه فَجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثُم اعتَنقه فقبله، ثُم قال: حُسين مِنّي وأنا مِنه أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
(المدهش الكبير ج3 ح2586 ص32 ـ البداية والنهاية ج8 ص207 ـ مجمع الزوائد ج9 ص181 ـ أسد الغابة ج2 ص19 ـ فرائد السمطين ج2 ص29 الباب 29 ـ ذخائر العقبى ص133 ـ وقريب من لفظه في سنن ابن ماجة ج1 ص51 ـ تاريخ ابن عساكر ج14 ص149 ـ ص150 ـ كنز العمال ج3 ح590 ص105ـ مطالب السؤول ص250 ـ كفاية الطالب الباب 97 ص351، وعلّق الحاكم على هذا الحديث قائلاً أنه صحيح مستدرك الصحيحين ج3 ص195 ـ شرح مُسند أحمد بن حنبل ج3 ح17491 ص416.)
ووافقه الذهبي في التلخيص وأخرجه الترمذي مُختصراً وقال عنه: حديثٌ حَسن سنن الترمذي ج5 ص609، وعن أنس بن مالك قال: سَمعت رسول الله يقُول نحن ولد عبد المطلب سادةُ أهل الجنة، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي.
هَذا وقد رَوى الطبري عن حُذيفة بن اليَمان أنَّ النبي قال: لَو لَم يَبق مِن الدنيا إلّا يَوم واحد لطوّل الله ذَلك اليوم حتى يبعثُ رجلاً من ولدي اسمه كاسمي(يعني المهدي المنتظر) فقال سلمان: من أيّ ولدك يا رسول الله؟ قال: من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين.
(ذخائر العقبى ص136 ـ 137 ـ فرائد السمطين ج2 ص326 ـ عقد الدرر في أخبار المنتظر ص24ـ البيان في أخبار صاحب الزمان ص503)
كما وعَن سلمان قال: دخلتُ على النبي وإذا الحُسين على فَخذِه وهُو يُقبّل عينيه ويلثم فاه ويقول: إنك سيد ابن سيّد أخو سيد أبو سادة، إنّك إمام ابن إمام، أخو إمام أبو أئمة، إنك حجة ابن حجة، أخو حجة أبو حجج تسع من صلبك، تاسعهم قائمهم.
(مقتل الحسين للخوارزمي ص146 ـ ينابيع المودة ج2 ص44)
هَذا وعن سلمان قال: قال رسُول الله للحسن والحسين: مِن أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبّه الله أدخَله جنات النعيم، ومِن أبغَضُهما أو بَغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم.
(تاريخ ابن عساكر ج14 ص156 ـ المدهش الكبير ج3 ح2655 ص50 ـ مجمع الزوائد ج9 ص181 وقريب منه في مستدرك الصحيحين ج3 كتاب معرفة الصحابة ص181ـ كفاية الطالب ص422- 423)
أمّا عن حذيفة قال: رأينا فِي وجه رسول الله السرور يوماً من الأيام فقُلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك السرور قال: وكيف لا أُسرّ وقَد أتاني جبريل فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما.
(تاريخ ابن عساكر ج2ص209 ـ ذخائر العقبى ص129)
وعَن زيد بن أرقَم قال: قال النبي مُحمّد لعلي وفَاطمة والحسن والحسين: “أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم”.
عن عائشة قالت: خرج النبي غداة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (معرفة ما يجب لآل البيت النبوي ص39 ـ 40-صحيح مسلم كتاب الفضائل ج5 ص37 ـ تاريخ ابن عساكر ج13 ص202 ـ جامع الأصول ج9 ح6705 ص156 ـ البداية والنهاية ج8 ص35 ـ مجمع الزوائد ج9 ص167 ـ أسد الغابة ج2 ص20 ـ نور الأبصار ص123)
عَن جابر بن عبد الله قال: بَينما رسول الله ذات يَوم بعرفات، وعليّ تِجَاهه إذ قَال له رسول الله أدنُ مني يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة، صنع جِسمك من جسمي، خلقت أنا وأنت من شجرة: فأنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها،فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنة.
(مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص122 ـ مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص108 ـ فرائد السمطين ج1 ص51 ـ كفاية الطالب الباب 87 ص317 – 425 – 426).
الاربعين حديث عن فضل الامام الحسين
هُناك ما لا يقل عَن أربعين حديث عن فضل الإمام الحسين الذي هو حفيد الرسول “صلّى الله عليه وسلم”، والذين هم أبناء فاطمة الزهراء “رضي الله عنها وأرضاها”، وهذه الأحاديث هى كالتالى:
1 – روي في فردوس الأخبار وبحار الأنوار ومناقب ابن شهر أشوب وإرشاد المفيد وكشف الغمة : عن يعلى بن مرّة قال رسول الله صلى الله عليه وآله ك حسين منّي وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.
2 – وفي كامل الزيارات والبحار ووسائل الشيعة وجامع الأحاديث : عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أحبّ الأعمال إلى الله تعالى زيارةُ قبر الحسين عليه السلام، وأفضل الأعمال عند الله إدخالُ السرورِ على المؤمن ، واقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد باك.
3 – وفي المستدرك وبحار الأنوار: عن حماد بن إسحاق الأنصاري عن ابن سنان عن بن محمد عليه السلام قال نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى الحسين بن علي عليهما السلام وهو مقبل فأجلسه في حجره وقال إن لقتل الحسين حَرَارَةً في قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لا تَبْرُدُ أَبَداً ثُمَّ قَالَ عليه السلام بِأَبِي قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةٍ قِيلَ وما قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةٍ يَا ابْنَ رَسُولِ الله قََالَ : لا يَذْكُرُهُ مُؤْمِنٌ إِلاَّ بَكَى.
4 – وفي كامل الزيارت وبحار الأنوار: عن بشير الدّهّان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يا بشير ن من زار قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كان كمن زار الله في عرشه.
5 – وفي نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين عليه السلام و فضل زيارة الحسين عليه السلام : عن الحسن بن علي عليهم السلام، قال: كنّا مع أمير المؤمنين عليه السلام أنا وحارث الأعور، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يأتي قوم في آخر الزّمان يزورون قبر ابني الحسين عليه السلام، فمن زاره فكأنّما زارني، ومن زارني فكأنّما زار الله سبحانه، ألا ومن زار الحسين عليه السلام فكأنّما زار الله في عرشه.
6 – وفي كامل الزيارات وبحار الأنوار: عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن ابيه، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول ان البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ماجزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي عليهما السلام فإنه فيه مأجور.
7 – وفي مناقب ابن شهر اشوب ومنتهى الآمال: عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنّ الحسين عليه السلام كان على فخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يقبّله ويقول : (( أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة، أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة، أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج تسعة من صلبك، وتاسعهم قائمهم )).
8 – وفي كامل الزيارات وثواب الاعمال وبحار الانوار والمستدرك والوسائل: عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى علّيّين.
9 – وفي كامل الزيارات وبحار الانوار والوسائل والمستدرك ونور العين وجامع الأحاديث : عن علي بن ميمون الصائغ ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا علي ، بلغني أنَّ قوماً من شيعتنا يمرّ بأحدهم السّنة والسّنتان لا يزورون الحسين عليه السلام ! قلت : جعلت فداك ، اني أَعِرفُ أناساً كثيرة بهذه الصفة ، قال : أما والله لحظّهم أخطأوا ، وعن ثواب الله زاغوا ، وعن جوار محمّد صلى الله عليه وآله تباعدوا ، إلى أن قال : قلت : فإن أخرج عنه رجلاً فيجوز ذلك ؟ قال : نعم ، وخروجه بنفسه أعظم أجراً وخيراً له عند ربه ؛ يراه ربّه ساهرَ اللّيلِ له تعب النّهار ، ينظر الله إليه نظرة توجبُ له الفردوسَ الأعلى مع محمّد وأهل بيته عليهم السلام ، فتنافسوا في ذلك وكونوا من أهله.
10 – وفي منتهى الآمال : يروي ابن طاوس عن حذيفة أنه قال : سمعت الحسين بن عليّ عليهما السلام يقول : (( والله ليجتمعنّ على قتلي طغاة بني اميّة ، يقدمهم عمر بن سعد )) ، وذلك في حياة النبّي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت له : أنبأك بهذا رسول الله ؟ فقال : لا ، فأتيت النبّي صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال : (( علمي علمه وعلمه علمي )).
11 – وفي كامل الزيارات والبحار والمستدرك وجامع الأحاديث : عن داود بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه وآله تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم.
12 – وفي من لا يحضره الفقيه وامالي الصدوق والبحار والمناقب : عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال : مُرُوا شيعتنا بزيارة الحسين ابن علي عليه السلام فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع ، وزيارته مفترضة على من أقر للحسين عليه السلام بالإمامة من الله عزّ وجلّ .
13 – روي في البحار وكنز جامع الفوائد : قال رجل للحسين عليه السلام : إن فيك كبرا فقال عليه السلام : كل الكبر لله وحده ، ولا يكون في غيره ، قال تعالى – : ( وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ).
14 – روي انه لما اخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة عليها السلام بكاء شديدا وقالت ك يابة متى يكون ذلك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة أن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة ، فإذا كان يوم القيامة تشفعين انتي للنساء وأنا اشفع للرجال ، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة .يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة الا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ( ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ) بنعيم الجنة.
15 – روي انه لما اخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة عليها السلام بكاء شديدا وقالت ك يابة متى يكون ذلك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة أن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة ، فإذا كان يوم القيامة تشفعين انتي للنساء وأنا اشفع للرجال ، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنة .يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة الا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ( ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ) بنعيم الجنة.
16 – وأمر ولده بذلك وأخ عليهم العهد والميثاق ، ثم لعنه موسى بن عمران عليه السلام وأمر أمته بذلك ، ثم لعنه داود عليه السلام وأمر بني إسرائيل بذلك وفي كامل الزيارات والبحار والوسائل وجامع الأحاديث : عن ابي بكر الحضرمي ّ، عن ابي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : من أراد أن يعلم أنهُ من أهل الجنّة فليعرض حبّنا على قلبه ؛ فإن قَبِلَهُ فهو مؤمن، ومن كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسين عليه السلام، فمن كان للحسين عليه السلام زوّاراً عرفناه بالحبّ لنا أهل البيت وكان من أهل الجنة، ومن لم يكن للحسين عليه السلام زوّاراً كان ناقص الإيمان.
17 – فعن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما من شهيد إلا وهو يحب لو أن الحسين بن علي عليه السلام حي حتى يدخلون الجنة معه.
18 – روي عن خالد الربعي قال : حدثني من سمع كعبا يقول : أول من لعن قاتل الحسين بن علي عليه السلام إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ثم لعنه عيسى عليه السلام وأكثر من قول : يابني إسرائيل العنوا قاتله، وإن أدركتم أيامه فلا تجلسوا عنه، فإن الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء مقبل غير مدبر، وكأني أنظر الى بقعته، وما من نبي إلا وقد زار كربلاء ووقف عليها، وقال :إنك لبقعة كثيرة الخير فيك يدفن القمر الازهر.
19 – روى سلمان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الحسن والحسين عليهم السلام السلام : (( اللهم إنّي اُحّبهما فأَحِبَّهما واُحب من أحّبهما )).
20 – وروى سلمان ايضاً عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله انه قال : (( من احب الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبّه الله ومن أحبّه الله عزّ وجلّ أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله خلَّده في النار )).
21 – وعن ابن مسعود انه قال : كان النبي صلى الله عليه وآله يصلي فجاء الحسن والحسين عليهما السلام فارتدفاه، فلما رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً فلما عاد عادا، فلما انصرف اجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر، ثم قال : (( من أحبني فليحب هذين )) وقال ايظاً صلى الله عليه وآله : (( إنَّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا )).
22 – وفي البحار إن النبي صلى الله عليه وآله كان جالساً فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام، فلمّا رآهما النبي صلى الله عليه وآله قام لهما واستبطأ بلوغهما إليه، فاسستقبلهما وحملهما على كتفيه، وقال صلى الله عليه وآله : (( نعم المطيُّ مطّيكما، ونعم الركبان أنتما ، وأبوكما خير منكما )).
23 – وروي في بحار الأنوار ومناقب آل أبي طالب انه عند ما علمت سيدة نساء العالمين عليها السلام لقاء ابيها بربه عز وجلّ قريب أتت بابنيها الحسن والحسين عليهما السلام فقالت : يارسول الله، هذان إبناك فورّثهما شيئاً، فقال صلى الله عليه وآله : أمّا الحسن فإنّله هيبتي وسؤوددي، وأمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي.
24 – وفي بحار الانوار في وصية النبي صلى الله عليه وآله اوصى الإمام علي عليه السلام برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاث ايام ، فقد قال له : سلام الله عليك أبا الريحانتين ، اُصيك بريحانتيَّ من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك، فلمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قال عليّ عليه السلام : هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال علي عليه السلام : هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله.
25 – روي في مثير الاحزان عن لوعة النبي صلى الله عليه وآله عند ما حضر الإمام الحسين عليه السلام عند جدّه الرسول صلى الله عليه وآله حينما كان يعاني آلام المرض ويقترب من لحظات الاحتضار، فلما رآه ضمّه الى صدره وجعل يقول صلى الله عليه وآله : (( مالي وليزيد ؟! لا بارك الله فيه )) ثمّ غشي عليه طويلاً، فلمّا أفاق أخذ يوسع الحسين تقبيلاً وعيناه تفيضان بالدموع، وهو يقول : (( أما إنّ لي ولقاتلك موقفاً بين يدي الله عزّ وجلّ )).
26 – وفي مقتل الحسين للخوارزمي انه في اللحظات الأخيرة من عمره الشريف صلى الله عليه وآله ألقى السبطان عليهما السلام بأنفسهما عليه وهما يذرفان الدموع والنبي صلى الله عليه وآله يوسعهما تقبيلاً، فأراد أبوهما أمير المؤمنين عليه السلام أن ينحّيهما عنه فأبى صلى الله عليه وآله وقال له : (( دعهما يتزوّدا منّي وأتزوّد منهما فستصيبهما بعدي إثرة ))، ثم التفت صلى الله عليه وآله الى عوّده(الذين أتوا لعيادته) فقال لهم : قد خلّفت فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي، والمضيع لسنّتي كالمضيّع لعترتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
27 – وفي مناقب ابن شهراشوب : والبحار روي انه وجد على ظهر الحسين عليه السلام يوم الطف اثر فسألوا زين العابدين عليه السلام عنه فقال : هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
28 – وفي عيون اخبار الرضا عليه السلام :عن الحسين عليهما السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده اُبيّ بن كعب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : مرحباً بك يا أبا عبد الله، يازين السماوات والأرضين، فقال اُبيّ : وكيف يكون يارسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك ؟ فقال : يا اُبيّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الحسين بن علي عليهما السلام في السماء اكبر منه في الأرض وإنهُ لمكتوبٌ عن يمين عرش الله : (( حسين مصباح هدى وسفينة نجاة )).
29 – وفي علل الشرايع والكافي والمناقب : عن الأمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في كلّ يوم يأتي الحسين عليه السلام فيضع لسانه في فمه فيمصّه حتّى يروى فأنبت الله عز وجل لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يرضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيره لبناً قط ، وإن الرسول صلى الله عليه وآله فعل ذلك اربعين يوماً وليلة، فنبت لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله.
30 – وفي المائة منقبة في مناقب النبي: حيث قال النبي صلى الله عليه وآله: ألا وإنّ الحسين عليه السلام باب من ابواب الجنّة، من عانده حرم الله عليه ريح الجنّة.
31 – وفي كامل الزيارات وبحار الأنوار مستدرك الوسائل وجامع احاديث الشيعة : عن جويرية بن العلاء، عن بعض اصحابنا، قال في حديث : من سرّه أن ينظر الى الله يوم القيامة وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع فليكثر زيارة قبر الحسين عليه السلام ؛ فإن ّ زيارة الحسين عليه السلام زيارة الرسول صلى الله عليه وآله.
32 – وفي الكافي وتهذيب الاحكام وكامل الزيارات وبحار الانوار والوسائل ونور العين : عن جعفر بن ابراهيم الحضرميّ، عن سعد بن سعد ، قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن الطّين ؟ قال : فقال : أكل الطّين حرامٌ مثل الدّم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين عليه السلام فإنّ فيه شفاءً من كلِّ داءٍ، وأمناً من كلِّ خوف .
33 – وفي كامل الزيارات وبحار الانوار والوسائل ونور العين : عن ابي اسامة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من أراد أن يكون في جوار نبيه صلى الله عليه وآله وجوار عليّ وفاطمة عليهما السلام فلا يدع زيارة الحسين بن علي عليهما السلام.
34 – وفي منتهى الآمال : عن الصادق عليه السلام أنهُ قال : (( كان الحسين بن علي عليهما السلام ذات يوم في حجر النبي صلى الله عليه وآله يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة : يا رسول الله، ما اشد إعجابك بهذا الصبي فقال لها ويلك، وكيف لا احبه ولا اعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني ؟ اما ان امتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي. قالت يارسول الله حجة من حججك ؟! قال نعم، وحجتين من حججي ن قالت : يا رسول الله حجتين من حججك ؟! قال : نعم ، واربعة قال : فلم تزل تزاده ويزيد ويضعّف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله صلى الله عليه وآله بأعمارها ( أي : مع كل حجة عمرة )).
35 – فعن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
(( وكل الله بقبر الحسين ( عليه السلام ) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه ، وإن مرض عادوه غدوة وعشية ، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ))
35 – فعن أبان بن تغلب، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
(( إن أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين صلوات الله عليه شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة ، رئيسهم ملك يقال له : منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه ، ولا يمرض إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته))
36 – فعن الحسين بن محمد قال : قال أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) :
(( أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله ( عليه السلام ) بشط الفرات، إذا عرف حقه وحرمته وولايته، أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )).
37 – فعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
(( مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) فإن إتيانه يزيد في الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر له بالإمامة من الله )).
38 – فعن الامام الصادق عليه السلام قال :
(( إن أيام زائري الحسين بن علي ( عليه السلام ) لا تعد من آجالهم )).
39 – فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
(( موضع قبر أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة )).
40 – فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : (( أنا قتيل العبرة، قتلت مكروبا، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلا رده وقلبه إلى أهله مسرورا )).
ختاماََ فإنّنا نتباحث مَع بوتقة مع العُلماء حول فضل وجمَال هذا الإمام وهُو الإمام الحسين ابن فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد “صلّى الله عليه وسلّم”.