ما سبب نزول قوله تعالى واذا راوا تجارة او لهوا، يتمتع القرآن الكريم بالكثير من الأهمية التي جعلت منه كتاباً مرغوباً عند المُسلمين والأقوام الأُخرى التي تُحب الاستماع اليه، ويتميز القران الكريم بالكثير من المميزات التي جعلت منه أفضل الكتب الساوية وغير السماوي على الأرض، ويكمن هذا الأمر أنَّ كل كلمة في القرآن الكريم هي موزونة بالكامل، وللاجابة على ما سبب نزول قوله تعالى واذا راوا تجارة او لهوا، تابع…
واذا راوا تجارة او لهوا
هذه الآية تتحدث عن اللهو والسَّهو عن ذكر الله تعالى والصلاة، وهنا يأتي ذكر الآية بحيثُ أنَّ الله تعالى يُوجه كلامه للرسول محمد صلَّ الله عليه وسلَّم-، فقال تعالى: ” وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.
ما سبب نزول قوله تعالى واذا راوا تجارة او لهوا
كان للآية الكريمة وجهين من التفسير الذي اختلف حوله أهل العلم، فكل منهم من فسَّره من وجهة نظره وفقاً للأدلة الشرعيَّة من كتاب الله عزَّ وجلّ.
الوجه الأول: أنَّهُ عندما كانوا يُصلون في جماعة واذ بعير تأتي من وهي مُزوَّدة بالطعام، فقام بعض الموجودين ليتحملوا ما عليها ويستنفعوا من طعامها، والدليل على ذلك:
قال جابر بن عبد الله قال: بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أقبلت عير تحمل طعاما، فالتفتوا إليها، حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما
الوجه الثاني: ما قاله ابن حجر في فتح الباري: قَوْله : ( فَنَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ ) ظَاهِر فِي أَنَّهَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ قُدُومِ اَلْعِيرِ اَلْمَذْكُورَةِ, وَالْمُرَادِ بِاللَّهْوِ عَلَى هَذَا مَا يَنْشَأُ مِنْ رُؤْيَةِ اَلْقَادِمِينَ وَمَا مَعَهُمْ. وَوَقَعَ عِنْدَ اَلشَّافِعِيِّ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلًا ” كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْم اَلْجُمُعَةِ, وَكَانَتْ لَهُمْ سُوق كَانَتْ بَنُو سَلِيمٍ يَجْلِبُونَ إِلَيْهَا اَلْخَيْلَ، وَالْإِبِلَ، وَاَلسَّمْن, فَقَدِمُوا فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ اَلنَّاسُ وَتَرَكُوهُ, وَكَانَ لَهُمْ لَهْوٌ يَضْرِبُونَهُ فَنَزَلَتْ” وَوَصَلَه أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ، وَالطَّبَرِيّ بِذِكْرِ جَابِر فِيهِ “أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا نَكَحُوا تَضْرِبُ اَلْجَوَارِي بِالْمَزَامِيرِ، فَيَشْتَدُّ اَلنَّاس، إِلَيْهِمْ وَيَدْعُونَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ” وَفِي مُرْسَلِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْد بْن حُمَيْدٍ “كَانَ رِجَال يَقُومُونَ إِلَى نَوَاضِحِهِمْ, وَإِلَى اَلسَّفَرِ يَقْدَمُونَ يَبْتَغُونَ اَلتِّجَارَة وَاللَّهْو, فَنَزَلَتْ” وَلَا بُعْدَ فِي أَنْ تَنْزِلَ فِي اَلْأَمْرَيْنِ مَعًا وَأَكْثَرَ.
والى هنا فقد وصلنا الى نهاية ما قدمناه هنا بين يديك من الاجابة على سؤالنا الذي يسأل عن عن تفسير آية من آيات القرآن الكريم، وكتبنا موضوعان لهذا اليوم الذي يسأل عن ما سبب نزول قوله تعالى واذا راوا تجارة او لهوا.