صحة حديث ما اهل مهل قط الا بشر، الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة انتقلت الينا في زماننا هذا، بل وربما تكون كل الأحاديث النبوية قد انتقلت الينا، ويعود ذلك للفضل الكبير من الله سبحانه وتعالى أن منَّ على الأُمَّة الاسلامية بخيرة المُسلمين الذين تعلَّموا الأحاديث وعلَّمونا اياها والتي أخذناها من ألسنة تابعي التابعين عن التابعين عن الصحابة الميامين عن النبي محمد -صلَّ الله عليه وسلَّم-، حيثُ تُعتبر الأحاديث النبوية الشريفة كثيرة جداً، وبالحديث عن موضوع صحة حديث ما اهل مهل قط الا بشر، تابع المقالة…
ما هو الحديث النبوي الشريف
الحديث النبوي هو كل ما قيل على لسان النبي محمد -صلَّ الله عليه وسلَّ من تقرير أو عمل، صفة، وانَّه كما قال تعالى: “لا ينطق عن الهوى”، فنبي الله لا يكذب ولا يقول ما لا حق فيه، والحديث النبوي الشريف من أجل الكلام على الأرض بعد كلام الله -سبحانه وتعالى- والكثير من الصحابة تناقلوا أحاديث النبي بينهم من أجل حفظها والعمل بها، كي لا يتركوا سُنَّةً أو فرض أخبرهم بها النبي، وهذا من شديد حرص الصحابة الميامين على العلم والتعلُّم من نبي البشرية، سيدنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه- ودعانا الاسلام بحفظ ما جاء عن النبي من اي فعل أو صفة أو تقرير، وأن نتعلَّم ما نهانا عنه كي ننتهي، ونعرف ما أمرنا به كي نُطبّق، فلا اسلام للشخص بدون الالتزام بالمَرجِعين الأساسيين في حياتنا، وهو القرآن الكريم، والسنة النبويَّة الشريفة.
ما هو الحديث الموضوع
يُعتبر الحديث الموضوع هو الكلام الذي ينسبه أحد الى النبي -صلَّ الله عليه وسلَّم- من غير أي دليل أو وجه حق، وعليه فانَّ هذا الشخص هو في النار، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: “من كذبَ عليَّ مُتعمّدا، فليتبوأ مقعده من النار”، وهو ما يعني أنَّ النبي حذَّرنا من أن نكذب أو ننسب كلاماً عن النبي، وهو ليس بذلك، أو أحياناً يكون الحديث الموضوع ضعف يدخل في سلسلة الرواة للحديث، الأمر الذي نُسميه حديثاً ضعيفاً، وفي العادة لا يُؤخذ به، وربما يكون الحديث الشريف ذو معنى مختلف وغير متناسق للدلائل العلمية أو للقرآن الكريم، وعليه فانَّنا أيضاً لا نأخذ به.
صحة حديث ما اهل مهل قط الا بشر
هناك الكثير من القول الذي جاء يتكلَّم حول “ما اهل مهل قط الا بشر” على أنَّهُ حديثٌ شريف واردٌ عن النبي -صلَّ الله عليه وسلَّم-، وهو ما لم يذكره النبي أبداً، كما ولم يُذكر في السنة النبوية ولا في الصحيحين حول هذا الكلام، وقد نوَّه العديد من الشيوخ والأئمة -رحمة الله عليهم- حول هذا الكلام، وكان الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة قد نفى حول أن يكون هذا حديثاً، وذكر الشيخ الامام الطبراني أنَّ هذا القول غير مورود عن النبي -صلَّ الله عليه وسلَّم-، وعليه فانَّهُ يُحرم التعامل به على أنَّهُ حديث.
كما وجاءت الكثير من أقوال العلماء حول “ما اهل مهل قط الا بشر” على أنَّهُ ليس بحديثٍ شريف، وحذَّروا أن نتعامل به على أنَّهُ حديث، وكانت مقالتنا هذه تدور حول صحة حديث ما اهل مهل قط الا بشر.