الخُيول فارسة بفارسها، والعِشق معشوق بعاشقها، حيثُ لابدّ مِن التمركز في خلجات هذه الإحداثيات الجديدة والتي تُبرهن دوماََ على أن شعر العشق وشِعر الغزل وشعر الشغف الذي يروي القلوب ويُميت الفضول في التعرف على الحب من عَدمه وليبقى في ذلك ثلة ليست بالقليلة من هَذا الخِضَمّ الذي نتعارف عليه، ونَقِف حائمين وصالين وجوالين في عتبات أزقة العشق والحب وشعر العشق سباق دوماََ في كل ما يكتنف الحديث الجاد من تفحصات ومن تعريفات غَنيّة عن كلام وحديث العباقرة في العشق والهواء والغزل والعتاب، وما بين يدينا من شعر العشق يعد بمثابة ملاحق من الحب والشغف.
بحر شعر العشق
شعر العشق أشبه ما يكُون بالبحر الذي تتمَايل فيه الأمواج إلى سَاحلها مُكونة أكبر وأروع صور الجمال عبر الخُطوط الموجية المحدقة بالساحل من كلِّ حَدِِ وصَوب.
شعر العشق المجنون
إن لم تكُن مَجنونََا فِيمن تُحب، فأنت لم تُحب أبداََ، وذلك ما يبرهن ويؤكد على حُسن وقوة هذا الشّعر المُلفّق بكينونة الحسنه، حيثُ أن العشق هو الزيادة في الحب والََوصول لدرجه أن يستولى المعشوق على قلب العاشق، ويعيش في قلبه ووجدانه ولا يفارقه أبدََا، ومن شروط العشق الطمع في الوصول الى المعشوق، فإذا انتَفت صِفه الطمع في الوصول والتقرّب تحوَّل العشق الى حب فقط، فالعشق هو الحب مع الطمع بالوصول والتقرب الى المعشوق، والعبارات التالية بمثابة جنون الشعر:
عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب، فكرت كثيرا..
ما الذي تجدي اعترافاتي؟
وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..
صوروه فوق حيطان المغارات،
وفي أوعية الفخار والطين، قديما
نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..
وفوق الورق البردي في مصر
وفوق الرز في الصين..
وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..
عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق
ترددت كثيرا..
فأنا لست بقسيس
ولا مارست تعليم التلاميذ
ولا أؤمن أن الورد..
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..
ما الذي أكتب يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي..
وتعنيني أنا وحدي..
إنها السيف الذي يثقبني وحدي..
فأزداد مع الموت حضورا..
شعر العشق والغرام
وما بَين هذا وذاك الكثير من الجمال، حيثُ قوّة وأصالة لا سبيل لرفعتها نجِدُها تتمحوَر حول ما هو أهمّ مِن هذا وذاك، إذ نَرى شعر العشق برفقة الجمال في أبهى الصور وأجمل العبارات كما يتّضِح في الأسفل.
عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..
لم أكن أنظر في خارطة البحر
ولم أحمل معي زورق مطاط..
ولا طوق نجاة..
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..
واخترت المصيرا..
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..
عنواني على الشمس..
وأبني فوق نهديك الجسورا..
حين أحببتك..
لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا
أصبح جمرا مستديرا..
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..
يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..
وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..
وبأن العمر قد زاد اتساعا..
وبأن الله ..
قد عاد إلى الأرض أخيرا..
حين أحببتك ..
لاحظت بأن الصيف يأتي..
عشر مرات إلينا كل عام..
وبأن القمح ينمو..
عشر مرات لدينا كل يوم
وبأن القمر الهارب من بلدتنا..
جاء يستأجر بيتا وسريرا..
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..
قد طاب على العشق كثيرا..
شعر العشق والحب
الحُب بوابة العبور والعشق ملاذ الحَانِيين إلى الوجل الدّفِين ما بين الحب تارةََ، وما بين العشق تارةََ أخرى، إذ نَلُوح بأفق هذا شعر العشق والحب،والجمال كما يدنوا من هناك:
حين أحببتك ..
صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..
ومذاق الخبز أحلى..
وسقوط الثلج أحلى..
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..
ولقاء الكف بالكف على أرصفة ” الحمراء ” أحلى ..
والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..
وارتشاف القهوة السوداء..
والتدخين..
والسهرة في المسح ليل السبت..
والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع
واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف
أحلى..
والمجلات التي نمنا عليها ..
وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..
أصبحت في أفق الذكرى طيورا…
حين أحببتك يا سيدتي
طوبوا لي ..
كل أشجار الأناناس بعينيك ..
وآلاف الفدادين على الشمس
وأعطوني مفاتيح السماوات..
وأهدوني النياشين..
وأهدوني الحريرا
عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..
تعذبت كثيرا..
إنني في داخل البحر …
وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه
غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.
ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟
كل ما تذكره ذاكرتي..
أنني استيقظت من نومي صباحا..
لأرى نفسي أميرا ..