كيفيّة جمع الصلاة فى السفر واجب على الجميع معرفتها، لأن جميعكم مُعرّض لأن يُسافر يومََا ما، حيثُ أباح الله سُبحانه وتعالي الجَمع فِي الصلوات فِي بعض الحالات مِثل السّفر والمَطر، وغيرها من المعوّقات التي يتعذر عَلي الإنسَان أن يُلبّي تأدية فروض الصلوات الخمس، فيجُوز للمُسافِر لمَسافات طويلة أن يَجمع صلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء، بينما سنُطلعكم عَلى كيفية جمع الصلاة في السفر في فهرس التالي، ويشير الله سبحانه وتعالي إلى الجمع في الصلاوات ليُبرهِن لنَا أن الدين الاسلامي مَبني على اليُسر والتسهيل، ودَلِيل مَشروعية الجمع فِي الصلاة، ما روي عن ابن عبّاس رَضي الله عَنهُما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجمع بين صلاة الظُّهر والعَصر إذا كَان عَلى ظهر سَير، ويَجمع بين المغرب والعشاء”، ومِن خلال فهرسة التالية سنتعرف على كيفية جمع الصلاة في السفر.

كيفية جمع الصلاة في السفر

لقَد أجاز الله سُبحانه وتعالي الجَمع في الصلوات، حيث يَجُوز لَنا الجَمع بَين صَلاة الظهر، ولكِن في حالات الضرورة فَقط، ومن بين هذه الحالات :

الحالات التي يجوز فيها الجمع

هُناك بعض من الحالات التي أجازَها الله سُبحانه وتَعالي صَلاة الجَمع، والتي لا يجُوز التغاضي عنها، وسنتحدّث في النقاط التالية عنها:

  • الجمع بسبب السفر: يجوز الجمع بين الصلوات إن كان المسافر مسافراً سفراً طويلاً ومباحاً، أي أن يكون هدف السفر يقع في نطاق الحلال والمباح مثل الزواج أو التجاة الحلال أو الحج أو العبادة أو أي هدف آخر من الأمور الدنيوية المباحة للمسلم، وأن تكون المسافة ثمانون كيلو مترا فأكثر.
  • يجوز الجمع بين فروض الصلوات فقط دون السنن، ويكون بجمع صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء فقط، فلا تجمع صلاة الصبح إلى أي صلاة أخرى، كما لا تجمع إحدى الصلوات النهارية إلى صلاة ليلية أو العكس.
  • أما عن صلاة الجمعة فيمكن جمعها مع العصر بشرط صحة صلاتها، ويكون جمعها في وقت الظهر فقط لأن وقتها هو وقت الظهر، فلا يجوز جمعها مع العصر في وقت العصر.
  • الجمع بسبب المطر: يجوز الجَمع بين صلاتين بسبب نزول المطر جَمعَ تقديم فقط باتِّفاق جُمهور الفُقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة، ويُشترط في جَمع التَّقديم عند الشافعيّة سبعة شروط:
  • الأول: التّرتيب بأن يبدأ بصاحبة الوقت، فلو كان في وقت الظّهر وأراد أن يُصَلّي معه العصر في وقته يَلْزَمُه أن يبدأ بالظّهر.
  • الثّاني: نِيَّةُ الجَمع في الأولى بأَنْ يَنوي بِقَلِبه أداءَ العصر بعد الفراغ من صلاة الظّهر، ويُشترط في النيّة أن تكون في الصّلاة الأولى ولو مع السلّام منها.
  • الثّالث: الموالاة بين الصّلاتين، بحيث لا يَطُول الفَصْلُ بينهما بما يَسَعُ ركعتين بأخفّ ما يُمكن، فلا يُصلِّي بينهما النّافلة الرّاتبة.
  • الرّابع: دوام المَطَر إلى أن يَشْرَع في الصّلاة الثّانية بتكبيرة الإحرام.
  • الخامس: أن يُصلّي الثّانية جَمَاعة.
  • السّادس: أن يَنوِيَ الإمام الإمامة والجماعة.
  • السّابع: أن يكون الجَمع في مُصَلَّى بعيد عُرفاً بحيث يَأتونه بِمَشَقَّة في طريقهم إليه، ويُسْتثنى من ذلك الإمام الرَّاتب، فله أن يجمع بالمأمومين بهذا السّبب وإن لم يتأذ بالمطر، فإذا تخلّف شرط من ذلك، فلا يجوز الجمع للمقيم.

كيفية وشروط جمع الصلاة

سنتحدّث هُنا عَن كيفيّة وشُروط الجمع في الصلوات التِي يَجِب اتّباعها، والتي وردت فِي العَقِيدة الإسلاميّة والظوابط الشرعية،ومنها:

  • النية: وتكون النية في جمع التقديم في وقت الصلاة الأولى، فينوي الجمع بين الصلاتين بأن يقول، نويت أن أصلي فرض الظهر مجموعا مع فرض العصر جمع تقديم، أما في جمع التأخير فيجب أن ينوي الجمع قبل الخروج من وقت الصلاة الأولى، وإن لم ينوي في وقت الأولى، فإن الصلاة التي فاتته هي قضاء وليس جمعََا.
    أن يبدأ بالأولى، وذلك لأن الأصل في الصلوات الترتيب، فلا يجوز أن يصلي الظهر قبل العصر، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “صلوا كما رأيتموني أصلي” رواه البخاري، الأذان 595، وإن حدث وصلى الصلاة الثانية قبل الأولى وجب عليه أن يعيد الصلاة الثانية بعد الإنتهاء من الصلاة الأولى.
  • الموالاة: أي القيام بالصلاة الأولى، ثُم الصلاة الثانية دون أي فاصل بينهما، حتى لو كانت صلاة نافلة، أو صلاة جنازة.
  • أن تكون الصلاة صحيحة: فلو تذكر بعد الإنتهاء من الصلاتين أنه قد ترك ركناً من الصلاة الأولى وجب إعادة الصلاتين وجوبا لبطلان الصلاة الأولى بترك ركن منها مع تعذر تداركه بطول الفصل وبطلان الصلاة الثانية لفقدان الترتيب، أما لو ترك ركنا من الصلاة الثانية وطالت المدة حتى تذكر ذلك، وجب عليه إعادة الصلاة الثانية فقط في وقتها. أما إذا تذكر قبل أن تطول المدة يجب عليه تدارك الخطأ بسجود السهو والتالي تصح الصلاتين.
  • استمرارية السفر: أي أن يستمر السفر من قبل دخول وقت الأولى حتى وقت الإحرام بالثانية في جمع التقديم، واستمرار السفر من قبل الأولى حتى تمام الثانية (في المذهب الشافعي) واستمرار السفر من قبل الأولى حتى وقت الثانية (أي أنه إذا وصل بعد جمع التأخير في الثانية وقبل دخول وقت الصلاة التي بعدها كان الجمع صحيحا عند المذهب الحنبلي) في جمع التأخير.