إن سُجود الشّكر مِن السُّنن التِي حثّنا عَليها دِينُنا الحَنِيف، وهي عِبَارة عَن رِسالة شكر صَادِقة يؤدّيها المُسلمون لشكر الله عَلى أمرِِ مَا منّ الله عَليهم به، وفِي فهرس التالي سنتعرف على كيفية سجود الشكر وماذا يقال فيه، حيثُ يقوم العَدِيد مِنَ المسلمون بسجود الشّكر لله عَزّ وجَلّ مِن أجل التعبير عن شكرهم وامتِنانهم لله تعالى، كَما ويُمكِن تأدية سجدة الشكر بِوضُوء وبدون وضوء، ولكن يجب أن تكون نية المُؤدى لها خَالصة ونابعة من القلب يتوجه بها لله عز وجل، فإليكُم كيفية سجود الشكر وماذا يقال فيه.

كيفية سجود الشكر وماذا يقال فيه

سنتحدّث فِي المَقال التّالي عَن كيفية سجود الشكر لله سبحانه وتَعالي، وماذا يتوجب على المُؤدى لها ذكره أثناء سجوده، بَينما يُعتبر سجود الشكر هُو السّجود مِن أجل نِعمة عامّة أنعمها الله للمُسلِمين أو نِعمة خاصّة أنعمها الله للشخص، حيثُ وعندما بُلّغ الصديق رضي الله عنه مقتلُ مُسيلمة الكذّاب خرّ ساجدََا لله سبحانه وتعالى شكرََا على نعمة قتل الخَبِيث عدوّ الله مُسيلمة الكذاب، فإذا بُشّر الإنسان بشيء يَسُرّه وسَجد لله شكرََا، فَهذا هو سجود الشكر، ويقال فيه ما يُقال في سجود الصلاة سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ويدعو فيه الإنسان مِثل سجود الصلاة، والصّحيح لا يُشترط له الطهارة، بَل هُو مثل سجود التلاوة الصحِيح أنّهما لا تشترط لهما الطهارة، و لا مَانِع من السجود وإن كان على غير طهارة، فإذا صار يتلو القرآن وليس على طهارة ومر بآيات السجدة فإنّه يَشرع له السجود وإن كان على غير طهارة، وهكذا سجود الشكر ليس له شرط الطهارة، فيسجد وإن كان على غير الطهارة، لأنه ليس من جنس الصلاة بل هو ذلٌّ لله واستكانة وعبادة له سبحانه من جنس الذكر ومن جنس التسبيح والتهليل ومن جنس قراءة القرآن فليس له شرط الطهارة كما أن القارئ من غير المصحف لا يشترط له الطهارة، فهكذا الذاكر والمسبح والمهلل والمستغفر يجوز أن يفعل هذا وإن كان على غير طهارة، هذا هو الصواب وبعض أهل العلم قال: لا بد من طهارة كالصلاة، ولكنه قول مرجوح ليس عليه دليل.

متى يشرع سجود الشكر

قال الامام الشافعي أنّ سجود الشكر سُنّة مِن سُنن دِيننا الحنيف، فعند تَجدّد نَعمة ظَاهرة واندِفاع نِقمة ظَاهِر يَتوجّب عَلى المُسلمون تأدية سجدة الشكر لله عز وجل، بينما يُشرّع سجود الشكر في الحالتين التاليتين:

  •  يسن عند تجدد النعم كمن بُشّر بهداية أحد، أو إسلامه، أو بنصر المسلمين، أو بشر بمولود ونحو ذلك.
  • ويسن عند اندفاع النقم كمن نجا من غرق، أو حرق، أو قتل ونحو ذلك.

صفة سجود الشكر

اختلف بعض من العلماء في صفة سجود الشكر، فَمِنهُم يَرى أن يتوجب الوضوء والتكبير، وبعضهم يرى التكبيرة الأولى فقط ثم يخر ساجدا و بعضهم يرى أنه لا يشترط له شرط فصفته سجدة واحدة بلا تكبير ولا تسليم، ويسجد حسب حاله قائماً أو قاعداً، طاهراً أو محدثاً، والطهارة أفضل، وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في صفة سجدة الشكر أنه يكبر ويسجد ثم يقول سبحان ربي الأعلى ويكرر ذلك ثلاثًا أو عشرًا ويدعو بما تيسر له من الأدعية‏، ويقال في سجود الشكر ما يقال في سجود الصلاة من التسبيح و الدعاء، فيقول سبحان ربي الأعلى ، اللهم لك سجدت ، و بكَ آمنت، و لك اسلمت، سجد وجهي للذي خلقه و صوره، و شق سمعه و بصره، تبارك الله أحسن الخالقين، ثم يدعو بما أحب.