المتتبع للأمور فى الشرق الأوسط، يري أن هناك صراعا عسكري، وصراع سياسي من ناحية أخري، فهناك تهديدات من دولة لدولة أخري، وهناك زرع الإرهاب هنا وهناك، كما حصل فى العراق وسوريا وليبيا، والصراع فى اليمن، كل هذه الأمور جعلت الدول الكبرى تتدخل فى شئون الدول الضعيفة التى انتشر فيها الإرهاب والقتال، وحتي الاقتتال بين المعارضة والجيش من نواحي أخري، هذا القتال أصبح يزعزع استقرار الدول المجاورة، مثل السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، وهو ما جعل هناك تعاون مع القوي الكبرى من النواحي الأمنية.

سبب تدخل القوى الكبري بالشرق الأوسط

لا يمك لأي دولة أن تتدخل فى حل نزاع، من خلال تدخلها عسكريا، إلا أن يكون هناك مصالح لهذه الدولة الكبيرة، المصالح الكبيرة التى أصبحت فى الشرق الأوسط، أعطت الكثير من التدخلات العسكرية فى البلاد العربية، فثروات العراق النفطية ساعدت على التخلص من صدام حسين، ونشر الطائفية فى العراق، وتدخل القوات الأمريكية للسيطرة على أمور الحكم، مما أعطاها الكثير من المكاسب باستغلالها نفط العراق، ومن 2003 ولغاية الآن، أمريكا نهبت الكثير من ثروات العراق بحجة حماية العراق من الإرهاب.

وأيضا الاقتتال الدائر فى سوريا بعد أن كانت آمنة، زرعت الدول الكبرى الفتن والاقتتال وتنظيم الدولة، لتسيطر على سوريا، بسبب موقعها الاستراتيجي، واكتشاف أبار نفط فيها، هذا أعطي روسيا وأمريكا، حجة بان يتدخلوا ضد سوريا للدفاع عن شعب سوريا، حتي تركيا عملت على التوسع فى الشمال السوري، بحجة التخلص من الأكراد الذين يزعزعوا أمنها كما تدعي.

هل السعودية تدفع لأمريكا لحمايتها

من عادة الرئيس ترامب بين فترة وأخري، الخروج إعلاميا بتصريحاته المثيرة للجدل، وفى خطابة أمام تجمع عدد كبير من أنصاره، قال: “إن دولاً مثل السعودية غنية جداً، وليس لديها شيء سوى المال، فأعتقد أن بإمكانهم دفع المال مقابل الدفاع عنهم”.

وقال أيضا ” “هناك الكثير من الدول التي ندافع عنها، وليس من العدل أن يدفعوا ثمناً قليلاً، ولكنهم سيدفعون، فهم يشترون كمية كبيرة من المعدات مقابل 450 مليار دولار، من بلادنا”.

وأيضا كان لديه إضافة” “نحن ندافع عن الكثير من الدول الغنية، وهم لا يحترموننا حتى، بصراحة حينما أطلب منهم يدهشون ويقولون إنه لم يسبق أن طلب منهم ذلك (..) لا يقولون ذلك بالمعنى الحرفي، فهم أذكياء، ولكنك يمكنك أن تشعر بذلك من نظرتهم”

لماذا امريكا تدعي حماية السعودية

مقولات ترامب تؤكد بأن دول الخليج يدفعون المال لتلقي الحماية من أمريكا، ويتجه البعض بأن هناك تهديدات كبيرة تواجه الخليج العربي، من خلال زرع الإرهابيين فى المنطقة، وأيضا وجود تنظيم الدولة الإسلامية الذي زعزع المنطقة سابقا، يمكنه من فرض حالة مريبة بتهديد أبار النفط وطرق الملاحة فى المنطقة، وهذه تأخذها أمريكا كمبرر، لفرض شروطها على الدول النفطية، ومما هو واضح، أن أمريكا تقوم بتهديد دول الخليج والسعودية أيضا وهذا كان من خلال ما قاله ترامب فى حديث مع تجمع لأنصاره خلال مكالمة هاتفية مع ملك السعودية ” “ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه”.

ما صرحه ترامب هو استفزاز للسعودية وفرض سطوته وتهديده على المملكة العربية السعودية، من خلال استخدام العناصر الارهابية فى زعزعة أمن السعودية،

حقيقة حماية امريكا للسعودية

المتتبع للأمور فى الجزيرة العربية، يري أن أمريكا لا تقدم أي حماية للمملكة العربية السعودية، وهذا واضح من خلال ضرب شركة أرامكو من قبل إيران، ولم يكون لأمريكا أي دور لحماية السعودية وقتها، وأيضا هناك كان تفجيرا للسفن الإماراتية والسعودية، في تفجيرات الفجيرة، وهجمات الحوثيين المستمرة على الجنوب السعودي، وحتي أن وزير الدفاع الأمريكي تحدث عن احترامه لقوة إيران، وهو تهديد واستفزاز للخليجيين، ليتمكنوا من دفع الأموال مقابل شراء السلاح.

وفى الفترة الأخيرة من عام 2025، تبين مدي العجز من قبل القوات الأمريكية فى حماية دول الخليج، أو التصدي لتهديدات إيران، وهذا كان علامة وضوح أن أمريكا لاعب كبيرة من خلال الكذب والتصريحات التى لا تمثل الحقيقة، وهو ما أصبح هناك قلة ثقة بأمريكا أو حمايتها لمصالح الدول الأخرى.