كيفية سجود السهو قبل السلام مهمّة لكافّة المسلمين، حيثُ يُعرّف سُجود السّهو بأنّه سَجدة يؤدّيها المُصلّي أثناء نِسيانه رُكن مِن أركَان الصّلاة، ورُبّما يَجهل الكَثِير مِن المُسلِمين كيفية سجود السهو، فَالنّسيان أمر طَبِيعي عِند كافّة النّاس، ولكِن عِندَما يُصللي الإنسان رُبّما يَسهى عَن تأدية رُكن مِن أركَان الصّلاة، وهَذا بِدَافِع مِن الشّيطان، ومن خِلال فهرسة التالي سنتعرّف على كيفية سجود السهو قبل السلام، حيثُ إن تذكّرت ذلِكَ الخَلل وأنت ما زلت تُصللي فَوجب عَليك أن نسجُد سَجدة تُسمّى سجدة السهو قبل أن تشرع بالسلام والانتهاء من الصلاة.
كيفية سجود السهو قبل السلام
لقد حدّثنا خَاتم الأنبِياء والمُرسَلين مُحمد صلي الله عليه وسلم عَن كيفية سجود السهو، حيثُ روى عبد الله بن مسعود قائلََا (صلّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فزادَ أو نَقَصَ، فقيل: يا رسولَ اللهِ، أزيدُ في الصلاةِ شيءٌ؟ فقال: إنما أنا بَشَرٌ مثلُكم، أنسى كما تنسَوْن، فإذا نَسِىَ أحُدكم فليسجدْ سجدتين وهو جالسٌ، ثم تحوَّلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسجَدَ سجدتين)، وهناك احاديث نبوية كثيرة تبرهن كيفية تأدية سجود السهو قبل السلام، ويكون السجود قبل السلام في موضعين:
- الاول: إذا كان عن نقص، مثل: أن ينسى التشهد الأول، أو ينسى أن يقول: “سبحان ربي العظيم” في الركوع، أو ينسى أن يقول: “سبحان ربي الأعلى في السجود، أو ينسى أن يكبر غير تكبيرة الإحرام، أو ينسى أن يقول: “سمع الله لمن حمده” عند الرفع من الركوع، فإن نسي مثل هذه الواجبات؛ وجب عليه سجود السهو قبل السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قام عن التشهد الأول في صلاته فسبحوا به فمضى في صلاته فلما قضى صلاته وانتظر الناس تلسيمه، كبر قبل التسليم فسجد سجدتين يكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم ثم سلم (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).
- الثاني: إذا شك في عدد الركعات فلم يدر كم صلى ولم يترجح عنده شيء، فإنه يبني على الأقل ويسجد للسهو قبل السلام، فإذا شك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً ولم يترجح أنها ثلاث أو أربع فليجعلها ثلاثاً ويصلي الرابعة، ثم يسجد للسهو قبل أن يسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم” (رواه مسلم).
حالات صلاة سجود السهو بعد السلام
هناك بَعض مِن الحالات التي يتوجّب عَلينا اتّباعها عند تأدية سجود السهو بعد السلام والانتهاء مِن الصلاة وهما حالتان:
- الاول: إذا كان عن زيادة، مثل أن ينسى فيركع مرتين، أو يسجد ثلاث مرات، أو ينسى فيزيد ركعة، أو ينسى فيسلم قبل تمام صلاته ثم يذكر فيتمها، فإذا فعل مثل هذه الأمور، وجب عليه سجود السهو بعد السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه الظهر خمساً فأخبروه فانتفل، فثنى رجليه واستقبل القبلة، ثم سجد سجدتين ثم سلم (رواه البخاري ومسلم)، وصلى بهم مرة أخرى فسلم من ركعتين فأخبروه فصلى الركعتين الباقيتين ثم سلم ثم سجد سجدتين بعد السلام (رواه البخاري ومسلم).
- الثاني: إذا شك في عدد الركعات، فلم يدر كم صلى وترجح عنده أحد الطرفين فإنه يبني على ما ترجح عنده فيتم صلاته عليه ويسلم ثم يسجد سجدتين ويسلم.
فإذا شك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً وترجح عنده أنها ثلاث، فليصل الرابعة ويسلم ثم يسجد سجدتين، ويسلم، وإذا شك هل صلى ثلاثاً أم اثنتين وترجح عنده أنها ثلاث، جعلها ثلاثاً وصلى الرابعة ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الذي يرى أنه الصواب فليتم عليه، ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين” (رواه البخاري ومسلم).
حكم سجود السهو
سنتناول في الفقرة التالية الحُكم الشّرعي لسجود السهو من خلال السنة النبوية، حيث اختلف فقهاء أهل السُّنَّة والجماعة في حكم سجود السهو، فقال الشافعيّة والمالكيّة بأنّه سُنَّة وليس واجب حيث إن لم يسجد للسهو لم تبطل صلاته، وقال الحنفيّة بأنّه واجب، حيثُ يأثم المصلّي بتركه، ولا تبطل صلاته، أمّا الحنابلة ففصلوا في الأمر فقالوا: سجود السهو تارة يكون واجباً وذلك عند ارتكاب أمر يبطل الصّلاة إن كان عمدًا، وتارة يكون مسنوناً وذلك لمن تركَ واجبًا سهوًا كالتسبيح في السجود، وتارة يكون مباحاً.
اسباب سجود السهو
سنتحدّث هُنا عَن أسباب سجود السهو التي حدّثنا عنها الله ورسوله في العديد من الآيات القرآنيّة والأحادِيث النّبوية الشريفة وهي كالتالي:
- أن يترك المُصلّي سنَّة مؤكدة (وتُسمّى الأبعاض)، أو شكّ في تركه، وذلك كالتَّشهد الأول، وقنوت الفجر، أمّا لو ترك سنَّة غير مؤكدة، كقراءة ما تيسر من سُور القرآن، فإنه لا يسجد لتركها عمداً أو سهواً. أمّا إن ترك فرضًا كالركوع، فإن تذكره قبل الركوع الثاني أتى به فورًا، وإن تذكره بعد الركوع الثاني فإن الركوع الثاني يُعتبر أول، وتُلغى الركعة الأولى، ثم يتم صلاته ويسجد للسه، وأما إذا تذكره بعد السلام من الصلاة فإن لم يطُل الفاصل ولم يأتِ بفعل مبطل أو تكلم أكثر من ست كلمات وجب عليه القيام ويركع ويأتي بالباقي ويتشهد ويسجد للسهو.
- الشكّ في عدد الركعات التي أدّاها، فعندئذٍ يفرض العدد الأقل ثم يتمم باقي الركعات ثم يسجد للسهو، فمثلاً لو شكّ هل صلّى ثلاثة ركعات من العصر أم ركعتان، فيفرض أنّه صلّى ركعتين ثم يكمل ركعتين أخرتين ثم يسجد للسهو ويسلّم.
- أن يقوم بعمل منهيّ عنه يبطل الصّلاة سهوًا كأن يتكلم بكلمات قليلة أو أتى بركعة زائدة سهوًا.
- أن يقوم بنقل شيء من أفعال الصلاة إلى محلّ في غير محلّه سهوًا، كأن يقرأ الفاتحة في جلوس التشهد.