لم تترك شريعة الإسلام السماوية أمرا إلا بينت حكمه، ومن بين هذه الأحكام حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة، فقد نقل أهل العلم في مصنفاتهم حرمة الاحتفال بهذا العيد النصراني لما يتضمن من الاعتقاد بميلاد عيسى ابن الله أو هو الله كما في معتقدهم، غمن احتفل معهم رضي كفرهم بالله، قال الله ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا)، وأدلة التحريم.

الاحتفال بالكريسماس حرام من القران

من الأدلة التي يستدل بها العلماء وأهل التفسير على حرمة الاحتفال بعيد النصارى، قول الله تعالى:

  • (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) قال مجاهد رحمه الله تلميذ ابن عباس رضي الله عنه ” انها أعياد المشركين”.
  • (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ولم يأثر عن رسول الله مشاركة النصارى هذه المناسبة، ولم يؤثر عن الصحابة ففي ذلك خروجا عن سبيلهم.

الاحتفال بالكريسماس حرام من السنة النبوية

كما أن الحرمة تشتد بتأكيد ذلك من السنة النبوية وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث:

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر).
  • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال (من تشبه بقوم فهو منهم).

ودلالة الحديثين ن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الله شرع للمسلمين عيدين وهما الأضحى والفطر، ولم يرتض أن يشارك أهل الجاهلية طقوسهم المخلفة للشريعة، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكل من انطبقت عليه الشروط أخذ ذات الحكم، كما أن في الحديث الثاني دلالة أن التشبه بأقوام يعني الرضى بهم والالتحام معهم والإعجاب بحالهم، وفي اتباع النصارى في عيدهم محادة لله ورسوله والمؤمنين.

الاحتفال بالكريسماس حرام من اجماع العلماء

ولعل هذا الحكم من أوضح الأحكام، وقد حرمته آيات الكتاب والسنة الإجماع، ومن البيان لهذه المسألة:

  • أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده عاشوا وحكموا فلم ينقل عنهم التعظيم لهذا اليوم، بل إن عمر رضي الله عنه لم يدرج أحقية النصار بهذا اليوم في الصحيفة العمرية، وثبت عنه قوله (إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم).
  • قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه).
  • قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه).

 

وفي موضوعنا بينا الحكم الشرعي للاحتفال بعيد الكريسماس أو رس السنة الميلادية من القرأن والسنة والإجماع، آملين من الله تعالى أن يبصر المسلمين بدينهم، وأن يرفع قدرهم في الدنيا والآخرة.