يبحث الكثير من الأشخاص عن الشعر الرومانسي الذي يكمن فيه المشاعر والأحاسيس التي يريد الشاعر أن يوصلها ويعبر عنها بالشكل الراقي والمميز ليتكلم بلسان حال المحب العاشق لمحبوبته أو للشخص الذي يحب، بلغة وكلمات حساسة ورقيقة.

فالشعر من الوسائل الراقية والمميزة للتعبير عن ما يخالج القلب، فنَصِف ما يَهِيم به الفؤاد من هيام وعشق قد تمكن منه، والشاعر من شدة شوقه يكاد قلبه يحترق، فنسج الأبيات الشعرية في مقام حبه وعشقه، فصور لنا صورته وحاله.

وسنقدم لك أجمل العبارات التي نُسجت في أبيات شعرية خطَّها شعراؤها بكل الأحاسيس والحب والود، وكتبها فؤادهم فكانت لنا كتحفة فنية من الجمال والإبداع.

ومن القصائد التي نُسجت لأكبر الشعراء والمعروفين على مدى التاريخ، الشاعر الذي قتله شعره ” أبو الطيب المتنبي” فيقول في الحب:

لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي                        وَلِلحبِّ مالَم يَبق مِنّي وَما بَقي

وَما كُنت مِمَّن يَدخل العِشق قَلبهُ                      وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ

وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى                مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ

وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبهُ              وَفي الهجرِ فَهوَ الدَهر يُرجو وَيُتَقي

وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا             شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ

وَأَشنب مَعسولِ الثَنيّاتِ واضِحٍ                      سَتَرت فَمي عَنه فَقَبَلَ مَفرِقي

وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني                       فَلَم أَتَبَين عاطلاً مِن مُطَوَقِ

وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا                    عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي

سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها                        وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ

إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ                     تَخَرَقتَ وَالملبوسُ لَم يَتخرَّقِ

وَلَم أَرَ كَالأَلحاظ يومَ رحيلِهِم                       بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كلِ مُشفِقِ

أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها                      مُرَكَّبةٌ أَحداقُها فَوق زِئبَقٍ

عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا                    وَعَن لَذةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ

نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ                        قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ

قَواض مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها               إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسج الخدرنَقِ

هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها                      تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي

تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ                   وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ

يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ                   وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ

وَيُرجِعُها حُمراً كَأَنَّ صَحيحَها                يُبَكّي دَماً مِن رحمة المُتَدَقِّقِ

فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ                      شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ

ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ              لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ

كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً               كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ اِرفُقِ

لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ            وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ

رَأى مَلِكُ الرومِ اِرتِياحَكَ لِلنَدى            فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ

ومن القصائد التي تُجسد حال المحب والعاشق والمُولَع بالحب، قصائد لأكبر الشعراء وأكثرهم تمكناً، “شاعر المرأة” نزار قباني، يقول في قصيدة حب رومانسية، فيَصِف محبوبته.فيقول:

حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ              أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ

من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي             و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ

يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي                 ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ

هذي أغانيَّ و هذا أنا                    يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ

غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ                  واشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير

واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ    و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ

فلا تقولي : يا لهذا الفتى               أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ

و اللّوزَ و التوليبَ حتى أنا               تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ
و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ                  إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ

غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ           فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ

دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي        كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ

ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ          لو لَمْ تكنْ عَيناكِ… ماذا تصيرْ ؟

وهنا نضع بين أيديك بعضاً من الأبيات الرائعة والراقية والتي تتحدث عن والعشق والهيام للمحبين:

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه       و لكن من يبصر جفونك يعشق .

أغرك مني أن حبك قاتلي              و أنك مهما تأمري القلب يفعل .

يهواك ما عشت القلب فإن             أمت يتبع صداي صداك في الأقبر .

أنت النعيم لقلبي و العذاب له           فما أمرّك في قلبي و أحلاك .
وما عجبي موت المحبين في          الهوى و لكن بقاء العاشقين عجيب .

لقد دب الهوى لك في فؤادي           دبيب دم الحياة إلى عروقي .

خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما                قتيلا بكى من حب قاتله قبلي .

لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم       و لا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً .

فياليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم          ما يلقى المحب من الهجر .

عيناكِ نازلتا القلوب فكلها                    إما جـريـح أو مـصـاب الـمـقـتـلِ.

فمن أجمل ما قد يُقال في المواقف الشاعرية الرومانسية الكلمات التي تخرج من الفؤاد بلا قيد ولا شرط، والتي تكون دافئة من محب وهائم في عشق الحبيب، والشعر هو لغة أصحاب الحس المرهف والرقيق، الشعر لغة امرؤ القيس ، عنترة، وقيس بن الملوح، فالشعر نسْجُ المبدعين.