كثيرة هي النوازل التي تطرأ على مر الأزمان، فكل زمن يختلف على الآخر، كما أن طبيعة المجتمعات تتباين في العادات بينها والمستجدات المختلفة التي تنتشر فيها، والظواهر التي تصاحب حياتهها. وقد وضع الفقه الإسلامي جواباً لأسئلة الناس وشؤون حياتهم، ليتحصلوا على التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة بامتثال الصواب والبعد عن الخطأ، ومن بين الأمور التي انتشرت في هذا الزمان المكياج الذي يغير طبيعة البشرة، كذلك تركيب الرموش والأظافر الصناعية وغيرها، من المسائل التي تستدعي من الفقهاء الفصل في حكمها، والحديث المستفيض عنها، بما لا يدع في قلوب النساء ريبة، ويجنبهم طريق الحرام، ويبصرهم بسبيل الحلال، فما هو حكم تركيب الأظافر؟ تابعوا قراءة سطور مقالتنا هذه لتتعرفوا على رأي الفقه والشرع الإسلامي في ذلك.
تركيب الأظافر والزينة
تحرص النساء على التزين والتجمل بالأخذ أو الإضافة على محياهن، ولم يأت الإسلام محرماً على المرأة زينتها، لكنها وضع شروطا لذلك، كتجنب الزينة التي تفضي إلى الضرر كالمواد الكيميائية، وكذلك الابتعاد عما يثير الفتنة والتجمل لغير الزوج، وما يغير خلق الله، ومن بين الإضافات التي تحرض الننساء على جمالها الأظافر وطولها ونصاعتها، لذلك تذهب بعضهن إلى لبس الأضافر الصناعية فهل هي حرام أم حلال؟!
حكم الإسلام في تركيب الأظافر
يختلف الحكم الشرعي في هذه المسألة باختلاف الحالة، فإن كان تركيب الأظافر ضروريا معتبراً، جاز ذلك للمرأة والرجل كذلك، مثل أن يقلع الإظفر ويحصل الضرر للأصبح بذهاب الأظفر منها، أو ظهوره بمظهر مشوه جداً نتيجة الضرب أو الحرق أو لأي سبب كان، فإنه يسمح له بتركيب إظفر تداوياً مما أصابه وليس للتزين فقط، كما ذلك أدعى لئلا ينفر الناس منه عند رؤية أصابعه مشوهة، لكن ينبغي أن تكون الأظافر المركبة على قد الحاجة أي لرأس الإصبع وليس طويلة ومبالغ في ذلك، وقد روى أبو داود والترمذيّ وغيرهما عن عرفجة بن أسعد -رضي الله عنه- قال: (أُصِيبَ أنفِي يومَ الكِلابِ في الجاهليّةِ، فاتخذتُ أنفاً من ورِقِ فأنتنَ عليّ، فأمرنِي رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- أن أتّخذ أنفاً من ذهبٍ).
أما إن كانت لا ضرورة للبس الأظافر ولا حاجة لذلك، فوضعها محرم لأنها من تغير خلق الله تعالى وقد جعلت الشريعة بعض الأفعال التي تؤدي لذلك من المحرمات مثل الوشم والنمص والتفلج ووصل الشعر، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه (لعن اللهُ الواشماتِ والمستوشماتِ، والنّامصاتِ والمُتنمِّصاتِ، والمُتفلِّجاتِ للحُسْنِ، المغيِّراتِ خلقَ اللهِ).
ودليل التحرم للبس الأظافر الصناعية من غير عذر، قول الله تعالى (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا*لَّعَنَهُ اللَّهُ*وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا*وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).
وإن كانت الشريعة الإسلامية قد جاءت بالنهي عن تطويل الأظافر، وجعلت من سنن الفطرة تقليمها فنت باب الأولى أن ارتدائها من غير أن تكون من جنس الجسم بلا حاجة ولا عذر أو ضرورة فإن ذلك محرم، لأن ما كان يسيره محرم فكثيره كذلك.
بذلك نكون قد وضعنا رأي الفقه الإسلامي في تركيب الأظافر مفصلين في المسألة ومجيبين على السؤال، ما هو حكم تركيب الأظافر، والمرأة الصالحة من تمتثل شرعة ربها وتتبع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وتنتهي عن نهية،قال تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).