الخلافة الراشدة
هي نظام الحكم الإسلامي الراشد الذي تبع وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقام على الحكم بشريعته الإسلامية, حيث بدأت بإمارة أبي بكر الصديق ” عبد الله بن أبي قحافة” رضي الله عنهوانتهت بإمارة علي بن أبي طالب, وألحق بعض حكم الحسن بن علي رضي الله عنهما بأبيه لأن مدته كانت قصيرة حيث بلغت 6 أشهر, وتعد الخلافة وراثة النبوة, حيث يعتبر الإمام القائم على قيادتها بسياسة الناس في دينهم ودنياهم, وعلى الناس بيعته والسمع له والطاعة ما دام يقوم فيهم بالإسلام على الوجه الصحيح, وقد تسلسل الخلفاء الراشدون, وكانت حقبتهم خير الحقب بعد حكم النبي صلى الله عليه وسلم, حيث بدأت في المدينة المنورة عام 632م إلى عام 656م، ثم أصبحت العاصمة مدينة الكوفة من عام 656م إلى عام 662م، ويلحق بذلك حكم الحسن بن علي مكمل للفترة, التي دلت بعض الآثار النبوية أنها تبلغ 30عاما, وسنفرد لكم نبذة عن كل خليفة وتسلسل حكمه.
الخلفاء الراشدون
يعد الخلفاء الراشدون من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين شهد لهم بأنهم من أهل الجنة, وارتضى لهم صحبته, وشهدت فترة حكمهم على حسن أخلاقهم وصنيعهم, فكانوا أعيان الصحابة وخيرهم, وكان لكل واحد منهم طبيعة في حكمة وحالة خاصة انفرد بها عن غيره, وطريقة في التنصيب خاصة تواكب مرحلته, وهم أبوبكر الصديق, عمربن الخطاب, عثمان بن عفان, ععلي بن أبي طالب, الحسن بن علي ” رضي الله عنهم أجمعين”.
مدة حكم الخلفاء الراشدون:
بلغ مدة حكم الخلافة الراشدة 30عاما وهي ما توافقت مع الأثار في السنة, حيث بدأت مدة حكم الخلفاء الراشدين تسعة وعشرين عاماً، حيث بدأ حكمهم من عام 632م وانتهى في عام 661م، وخلفاؤها بالترتيب هم:
أبو بكر الصديق:
وهو عبدالله بن أبي قحافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلامه وهجرته, وقد لقبه لمكانته منه بالصديق, وتزوج ابنته, حكم بعد موت النبي عامين من 632 إلى 634م بعد مبايعته من الصحابة في سقيفة بني ساعدة، فشهد حكمه فترة عصيبة ارتد فيها العرب عن الإسلام إلا القلبل, فقاتلهم لمنعهم الزكاة، وإرسال جيش أسامة بن زيد لمقاتلة الروم، وسعى بعد مقتل الكثير من حفاظ القرأن لجمعه وتدوينه.
عمر بن الخطاب:
هو أحد المبشرين بالجنة, ونزل القرأن يوافقه في الكثير من المسائل حتى سمي بالملهم وعرف بالفاروق,لشدته في قول الحق, وأول من نودي بأمير المؤمنين, حكم لمدة 10 أعوام من 634م إلى 644م، وهو ثاني الخلفاء الراشدين, من أهم إنجازاته كسر شوكة امبراطورية فارس وفتح مصر وأرمينيا، واتساع رقعة الفتوحات الإسلامية بشكل واسع, قتل أثناء صلاته الفجر بطعنات متعدده من خنجر مسموم على يد أبي لؤلؤة المجوسي.
عثمان بن عفان:
زوج بنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منحه لقب ذو النورين عند المسلمين, كان معروفا بغناه وإنفاقه فجهز جيش العسرة, وكان النبي يستحي منه لحياء الملائكة منه, تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد اختياره من بين 6 من أعيان الصحابة, فاستمر حكمه لمدة 12عام من644 إلى656م, أنشأ أول أسطولا بحريا, ونسخ القرأن وجعله نسخة واحدة, وشهدت فترة حكمه فتنة عظيمة حيث قتل على أيدي السبئيين أتباع عبدالله بن سبأ وهو يقرأ القرأن.
علي بن أبي طالب:
من أوائل من أسلموا وناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة الذين أخبر النبي أن الله يحبه, نام في بيت رسول الله أثناء هجرته لخداع قريش أن النبي لا زال في بيته فسمي “بالفدائي” عرف بعلمه وشجاعته في المعارك, زوجه النبي ابنته فاطمة رضي الله عنها, وهو ابن عمه ابي طالب، ولي الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه, واستمرت لمدة6 أعوام من656م إلى 661م, وكانت مرحلة اضطراب وفتن حيث وقع الخلاف بينه وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على الثأر لدم عثمان رضي الله عنه والبيعة, فوقعت معركتا الجمل معركة الجمل التي خرج فيها الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم للمطالبة بالقصاص ممن قتل عثمان بن عفان، ومعركة صفين التي قامت بين جيشه وجيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على ذات السبب, وقد أفرزت المعارك طوائف منها الخوارج, الذين كفروا علي رضي الله عنه وأرسلوا رجلا منهم يدعى عبدالرحمن بن ملجم ليقتله فضربه بالسيف على وجهه وهو خرج لصلاة الفجر فقتل رحمه الله, ثم ولي الخلافة بعده ابنه الحسن ما يقرب 7 أشهر تماما للخلافة, قبل أن يتنازل لمعاوية عن الحكم ليوقف القتال بين المسلمين والفتنة الحاصلة, وسمي هذا العام”عام الجماعة” لتوحيد المسلمين.
الحسن بن علي بن أبي طالب:
سبط النبي صلى الله عليه وسلم, وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من سادة أهل الجنة, وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وتم ذلك بعد تنازله لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما, ولي الخلافة بعد أبيه لمدة 7 أشهر على خلاف بين العلماء أقل أو أكثر حتى نهاية 661م حيث وليت الخلافة الدولة الأموية .
النبي يخبر عن الخلافة الراشدة وما بعدها:
أحبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلافة وما بعدها فقال فيما رواه الإمام أحمد عن النعمان بن البشير رضي الله عنه ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله ُأَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ُثمَّ سَكَتَ ).
سكان الدولة الراشدة:
يعتبر الخليفة جنة يحمي الناس والناس تعطي ولائها له, ويحكمها بالشريعة الإسلامية ومن يعيش في هذه الخلافة يخضع لسيادتها, وقد كانت اللغة العربية هي المنتشرة هناك, والأقليات تحت سلطانها يدفعون الجزية مقابل حماية الخلافة الراشدة لهم, لكنهم يعاملون معاملة حسنة.