تُعد المرأة في العصر الأيوبي من أهم ركائز وأعمدة الحركة العلمية والسياسية في الدولة والذي أهّلها لتكون سيدة الشرق في القرنين السادس والسابع الهجريَّيْن. ولعل من أبرزهن وخير من يتقدمهن السيدة الخاتون ست الشام زمردة بنت نجم الدين التي تُعد الجندي المجهول الذي قام على إعمار المدارس والاهتمام بالأدب والأدباء والعلم والعلماء والفقراء والمحتاجين ولها القاب كثيرة منها ام ملكك واخت الملوك وعماتهم والسيدة الاميرة وام الفقراء وراعية العلم وهي ابنه ملك وزوجة ملك وام ملك واخت الملوك لها من اقاربها المحارم حوالي 35 ملكا ومن خلال هذه المكانة الرفيعة لم تتحرك فيها بذور الغرور بل استخدمت مكانتها في مساعدة وخدمة الفقراء والمساهمة في العلوم الشرعية
فمن هي ست الشام ؟
تلك السيدة استحقت وبشرف ان يسميها اهل بلاد الشام في ذلك الزمان بـ ست الشام زمردة بنت نجم الدين ابي الشكر ايوب بن شاذي بن مروان والتي اطلق عليها عدة القاب وهي ام الفقراء واخت الملوك وعمتهم وزوجه الملك ناصر الدين محمد بن شيركوه بن ايوب ووصفت ايضا براعية العلم والعلماء
من زوجها
تزوجت في بداية حياتها من رجل لم يذكر لنا التاريخ شيئاً من أخباره واسمه لاجين وأنجبت منه وحيدها حسام الدين بن لاجين ثم تزوجت من ابن عمها ناصر الدين محمد بن شيركوه وكان صلاح الدين قد ولاه حمص منذ سنة 570هـ/1175م وبقيت عنده إلى حين وفاته فجأة في 9 ذي الحجة سنة 581 هـ/1186 م، وورثت منه ثروة عظيمة.
اجواء الجهاد
عاصرت السيدة زمردة خاتون أجواء الجهاد ضد الصليبيين الذي كان للأمراء الزنكيين الدور الأكبر فيه فتجاوبت مع هذه الأجواء وبينما كان الأمراء من بني أيوب يحملون السلاح دفاعاً عن حياض الإسلام كانت السيدة زمردة تقوم بدور اجتماعي وتعليمي لا يقل أهمية عن الأدوار الجهادية.
ابرز ما قامت به
قامت السيدة زمردة خاتون او الملقبة بام الفقراء وراعية العلم والعلماء بتكريس جل همها في دعم المسيرة التعليمية والتربوي خلال فترة عصرها حيث قامت بانشاء مدارس للاهتمام بالعلم والعلماء من ابرز تلك المدارس في ذاك الوقت هما
1/ المدرسة الشامية البرانية : أنشأتها سنة 582 هـ، وتعرف بالمدرسة الحسامية نسبة إلى ابنها الأمير حسام الدين وقد عيّنت فيها خيرة علماء عصره .
2/ المدرسة الشامية الجوانية : يذكر المؤرخ شهاب الدين النويري أنّ الخاتون ست الشام عندما لحق بها المرض جعلت دارها مدرسة ووقفت عليها وقوفاً حتى أصبحت من أكبر المدارس وأعظمها، وأكثرها فقهاء .
وفاتها
توفيت السيدة زمردة خاتون في يوم الجمعة الموافق للسادس عشر من ذي القعدة سنة 616 هـ توفيت ست الشام بدمشق بدارها المقابلة للبيمارستان النوري وتم تشييعها بجنازة رهيبة تحدثت عنها الركبان فقد سار الناس وراء نعشها بالآلاف وهم يردِّدون الأدعية لها ويقال بأن جنازتها كانت فريدة إذ لم تشيع امرأة قبلها بمثل ما شُيعت به خاتون ست الشام حيث دفنت مع ولدها حسام الدين وبجوار زوجها واخيها