أصبحت قصة اكتشاف النفط في السعودية حديث المواقع العربية والعالمية في هذه الآونة، كما أنها تحظى بإهتمام كبير في المدارس السعودية من خلال تعريف الطلبة بأحد أهم المظاهر التاريخية في تاريخ المملكه العربية السعودية، والجميع يعرف أن النفط هو أحد أهم أسباب التقدم والتطور والتحضر الذي وصلت إليه السعودية، حيث تُعتبر السعودية من الدول النفطية المعروفة على مستوى العالم، وهي تستمد قوتها وإستقرارها ونفوذها السياسي والإقتصادي والثقافي، والإجتماعي إلخ، من آبار النفط التي تُعد من أهم المواد التي تقوم بتصديرها إلى الدول الخارجية، وتستخدمها داخلياً، فهي تدر أموالاً طائلة على خزينة الدولة، تُعينها إلى توفير الحياة الكريمة للمواطن وكل ما يلزمه من سُبل العيش، وتوفير بيئة مُناسبة له في كافة مجالات الحياة .
وإذا ما نظرنا إلى المملكة في السنوات الماضية حتى وقتنا الحاضر، نجدها من أكثر الدول العربية إستقراراً، بل مواكبة للتكور والتحضر على مستوى دول العالم، ووصلت إلى مراحل متقدمه من هذا التقدم نافست به دولاً غربية عالمية، كما أن الحكومة السعودية ترتبط بعلاقات خارجية متينة وقوية ومتنامية مع دول كُبرى، حيث تستمد هذه المكانة بسبب كونها دولة نفطية، وجميعنا يعرف أن البترول أو ما يُطلق عليه الذهب الأسود هو سر إستقرار وقوة أي دولة في العالم، في هذا فهرس نسرد لكم قصة اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية كاملة.
قصة اكتشاف النفط في المملكة العربية السعوية
أعطى المهندس الجيولوجي “ماكس ستاينكي” التعليمات للحفارين في ديسمبر 1936 للبدء بحفر بئر الاختبار العميقة رقم “7” في الدمام بعد أن كانت نتائج حفر الآبار الستة الأخرى مخيبة للآمال، وبعد ذلك بعشرة أشهر وبالتحديد في 16 أكتوبر 1937 وعند عمق 1097 متراً شاهد الحفارون 5.7 لترات من الزيت في طين الحفر المخفف العائد من البئر مع بعض الغاز.
وفي آخر يوم من عام 1937 أخفقت معدات التحكم في السيطرة على البئر، وأثارت البئر قاذفة بما فيها من السوائل والغازات ، وبعد الحفر إلى عمق 1382 متراً، لم يجد فريق الحفر كمية تذكر من الزيت، ولكن سرعان ما تغيرت الأحوال، ففي الأسبوع الأول من مارس 1938، حققت بئر الدمام رقم “7” الأمل المرجو وكان ذلك عند مسافة 1446 متراً تحت سطح الأرض أي بزيادة تقل عن 60 متراً عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقعون وجود النفط عنده، وأنتجت البئر 1585 برميلا في اليوم في الرابع من مارس 1938، ثم ارتفع هذا الرقم إلى 3690 برميلا في السابع من مارس وسجل إنتاج البئر 2130 برميلا بعد ذلك بتسعة أيام ، ثم 3732 برميلا بعد خمسة أيام أخرى، ثم 3810 براميل في اليوم التالي مباشرة.
وكان الملك عبد العزيز قد وقع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا “سوكال”، وأعقب التوقيع توافد الجيولوجيين إلى مدينة الدمام، وفي 30 أبريل 1935 تقرر بدء العمل في حفر بئر الدمام رقم “1 ” وبعد سبعة أشهر، أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر الزيت وذلك حينما وصل عمق الحفر إلى قرابة 700 متر، ولكن أجبر عطل في المعدات طاقم الحفر على إيقاف تدفق البئر وتم سده بالأسمنت.
وبدأ العمل في حفر بئر الدمام رقم ” 2″ في 8 فبراير 1936، وما إن جاء يوم 11 من مايو من نفس العام حتى كان فريق الحفر قد وصل إلى عمق 633 متراً، وحينما اختبرت البئر في شهر يونيو 1936، تدفق الزيت منها بمعدل 335 برميلاً في اليوم، وبعد انقضاء أسبوع على ذلك الاختبار وإثر المعالجة بالحامض بلغ إنتاج الزيت المتدفق من البئر 3840 برميلاً يوميا، شجع ذلك على حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و6 ، دون انتظار التأكد من أن الإنتاج سيكون بكميات تجارية أو التعرف على حجم الحقل المكتشف.
وتبين أن بئر الدمام رقم ” 2 ” كانت ” رطبة ” بمعنى أنها تنتج الماء بشكل رئيس، ولم يزد إنتاج بئر الدمام “3” على 100 برميل من النفط الثقيل يوميا، كما اتضح أن الآبار رقم “4” و “5” و”6″ جافة، فيما كانت البئر رقم “7” الأكثر إنتاجا، وفي أكتوبر 1938 أعلنت المملكة رسمياً عن اكتشاف الزيت بكميات تجارية في بئر الدمام رقم “7” ليتم بعدها إنجاز خط أنابيب بطول 69 كيلومترا من حقل الزيت في الدمام إلى ميناء رأس تنورة عام 1939.
وتم تصدير أول شحنة من الزيت الخام على متن ناقلة في الأول من مايو 1939 وكان الملك عبدالعزيز هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها، واستمر الزيت يتدفق من البئر رقم “7” حتى عام 1982، عندما استبعدت لأسباب تشغيلية، وذلك بعد 45 سنة من الإنتاج المستمر، وبلغ مجموع ما أنتجته ما مقداره 32 مليون برميل وبمعدل إنتاج يومي بلغ 1600 برميل.
المصدر – وكالات