وصف ام معبد للنبي مكتوب كامل نقدمه لكم في قسم إسلاميات في موقع فهرس، وهي قصة جميلة ومُعبرة من قصص النبي صلى الله عليه وسلم، إقتبسناها لكم من كتاب القصص النبوية، الحافلة بحياة النبي عليه الصلاة والسلام، ومواقفه مع الناس من مُختلف الأقوام والأديان، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام يتعامل بالحسنى مع كل الأجناس من البشر دون حزبية أو عنصرية أو تفريق ديني أو عرقي، فكان رحيماً وقلبه ممتلأ بالمحبة، فلم يكن يبخل بالنصيحة أو الدعاء لأحد، وكان كل من يرجوه أو يطلب المساعدة منه يُقدمها له، دون تردد، وقد أسلم كثير من الناس على يده عليه الصلاة والسلام، فقط عندما رأو حسن أخلاقه، وطيب مُعاملته، التي كان يعكس بها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وأخلاقه الرفيعة، وقصة أم معبد مع النبي عليه الصلاة والسلام، تُعبر عن كل ما ذكرناه، وهي قصة جميلة، سنعرضها لكم في أسفل هذا فهرس.
قصة ام معبد مع النبي لى الله عليه وسلم
يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلباً فاحلبها، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرت، فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا “أي شبعوا”، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها.
وصف ام معبد للنبي صلى الله عليه وسلم
وبعد قليل أتى زوج المرأة “أبو معبد” يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن، فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب “أي عن الغنم” ولا حلوب في البيت!، فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد، فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه “أي مشرق الوجه”، لم تعبه نحلة “أي نحول الجسم” ولم تزر به صقلة “أنه ليس بناحلٍ ولا سمين”، وسيمٌ قسيم “أي حسن وضيء”، في عينيه دعج “أي سواد”، وفي أشفاره وطف “طويل شعر العين”، وفي صوته صحل “بحة وحسن”، وفي عنقه سطع “طول”، وفي لحيته كثاثة “كثرة شعر”، أزج أقرن “حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان”، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا تذر ولا هذر “كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير”، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة “ليس بالطويل البائن ولا بالقصير”، لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود “أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه”، لا عابس ولا مفند “غير عابس الوجه،خالٍ من الخرافة.