شعر عن جمال العيون وسحرها أكثر ما أبدع به الشعراء في قصائدهم ومؤلفاتهم، وأبدعوا في مدح هذا العضو من جسم الإنسان، الذي وصفوه بعالم الغموض والجمال والسحر، وأفاضوا في شعرهم بوصف العيون، حتى أنهم أفضوا في كلماتهم شيئاً من الخيال، وأصبح وصف العيون ومدحها من إبداعات العرب في قديم الزمان، وإستمر ذلك حتى وقتنا الحاضر، لما لمسوه من سلاسة في الوصف وقوة في المعنى عندما يتحدثون عن العيون، وإذا دققنا قليلاً في المرأة قديماً نجد أن سر جمالها كان ينبع من عيونها، وكان الرجال يتغزلون بها ويقيسون جمالها من خلف نقابها عن طريق عُيونها.

وما زالت المرأة حتى يومنا هذا تهتم بعيونها، والتي تعتبرها سر جمالها وأنوثتها، وجاذبيتها، ورغم أن عيون النساء وكذلك الرجال تختلف عن بعضها البهض من حيث الأحجام والألوان إلا أن لكل منها سحرٌ خاص، وكل منا لهم ذوق مُعين في إعجابه بالعيون، في هذا فهرس نقدم أجمل شعر عن جمال العيون وسحرها .

اجمل ما قيل عن العيون

تغنى شعراء الوطن العربي بالعيون وصفاتها، وتنوعت أوصاف العيون في شعرهم، ولم يقف الشعر على طريقة الشاعر في الوصف أو حالته فقط، إنما كان لكل عين أهدابها ونظراتها، وجاء تنوع الشعراء في شعرهم عن العيون وفقاً لإتساعها ولونها، وما تتركه من أثر في النفوس.

ليت الذي خلق ~ العـيون الســــــودا

خــلق القلـــوب ~ الخافقات حديدا

لولا نواعـسهــا ~ ولولا سحــرها

ما ودّ مالك قلبه ~ لــو صـيدا

عَـوذْ فــؤادك ~ من نبال لحـاضها

أو مـتْ كما شاء ~ الغرام شهيدا

إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم

كنت امرءاً خشن الطباع ~ بليدا

وإذا طـلبت مع~  الصّــبابة لـذّةً

فـلقد طــلبت ~ الضّـائع الموجــودا

يـا ويـح قـلبي إنّه في جانبي

وأضـنه نــائي ~ المـزار بعـيدا

مــستوفـــــزٌ شـوقاً إلى أحـــبابه

المـرء يكره أن ~ يعـيش وحيدا

بـــرأ الإله له ~ الضــّــلوع وقايةً

وأرتـــه شقوته الضّلوع قيود

فإذا هــفا بـــرق ~ المنى وهفا له

هـاجـت دفائنه ~ عليه رعــــود

جـشَّـمتُهُ صــبراً فلما لم يطقْ

جــشــمته التصويب والتصعيد

لـو أســتطيع وقـيته ~ بطش الهوى

ولـو استطاع سلا ~ الهوى محمود

هي نظرة عَرَضت ~ فصارت في الحشا

ناراً وصــار لها ~ الفـؤاد وقود

والحبٌ صوتٌ ~ فهــو أنــةُ نائحٍ

طـوراً وآونـة ~ يكون نشــيد

يهـب البــواغم ~ ألســناً صداحة

فــإذا تجنى ~ أســكت الغريد

ما لي أكـلّف ~ مهـجتي كتم الأسى

إن طـال عهد ~ الجرح صار صديدا

ويــلذُّ نفــسي ~ أن تكون شـــقيةً

ويلــذ قلبي أن ~ يكــون عميدا

إن كنت تدري ~ ما الغـرام فداوني

أو، لا فخلّ ~ العذل والتفنيدا

قصيدة عن سحر العيون

من أكثر القصائد التي أُشتهرت في وصف العيون، وكان لها وقع وتأثير كبير على قارئيها وسامعيها، هي قصيدة الجرير “حي المنازل” وفيها وصف جرير سحر العيون الحوارء، الكفيلة بأن تُصرع الناس العُقلاء، رغنم أنها رقيقة وقال فيها:

لقد تكتمت الهـوى حتى تهيّمني ~~~ لا أستطيـع لهذا الحب كتماناً

إن العيون التـي في طرفها حورٌ ~~~ قتلننا ثم لـم يحين قتلاناً

يصرعن ذا اللـب حتى لا حراكـ به ~~~ وهنَّ أضعـف خلق الله أركاناً