كان الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – أحسن الناس خَلقَاً وخُلُقاً، وقد حباه الله بمكانة عالية وميزه بمعجزة خالدة تبقى لكل زمان ومكان، وقد عُرف عن الرسول الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة فقد كان يُضرب به المثل في الصدق والأمانة .
تغنى الشعراء المسلمين بأخلاق الرسول، ونسجوا أروع القصائد وأجمل الأشعار في وصف الرسول محمد ووصف سيرته وحياته ومعاملته مع المسلمين وغير المسلمين، فقد كان الشاعر حسان بن ثابت يكتب القصائد في وصف الرسول حتى لُقب بـ شاعر الرسول، وفي هذا فهرس سنقدم للطلبة الأعزاء شرح قصيدة حسان بن ثابت بطيبة رسم للرسول .
شرح قصيدة حسان بن ثابت بطيبة رسم للرسول
نظم أبيات هذه القصيدة الشاعر حسان بن ثابت والذي عُرف بـ شاعر الرسول، والآن دعونا نتعرف على هذا الشاعر
حسان بن ثابت الأنصاري : هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي من الشعراء المُخَضْرَمين الذين أدركوا حياة الجاهلية والإسلام حيث عاش في الجاهلية 60 عاماً ، وفي الإسلام 60 عام أخرى، اشتهر بمدحه الغساسنة قبل الإسلام ، ولما دخل في الإسلام جعل شعره خاصاً بـ الدفاع عن الدين ورسول الله والرد على خصومه لذلك أصبحت كنيته أبو الحسام ، وكانت نهاية رحلة حياته في عهد معاوية سنة 54 هـ . وقد قال هذه القصيدة في رثاء الرسول -صلى الله عليه وسلم – يذرف فيها الدموع العبرات على قبره حزناً لفراقه .
تمهيد :
تجلت القيم النبيلة والأخلاق الحسنة في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد كان رءوفاً بالمؤمنين رحيماً بهم ، ولم تقتصر رحمته ورأفته بالبشر فحسب بل امتدت رحمته إلى الحيوان ، وعندما انتقل إلى الرفيق الأعلى لم يتوقف الشعراء عن ذكر محاسنه كما جاء في أبيات حسان بن ثابت التي يعبر فيها عن المصاب الفادح .
بيئة النص :
يرجع أصل هذا النص إلى عصر صدر الإسلام ، وفيه يؤكد الشاعر حب الصحابة للرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث وجَّه الشاعر إبداعه وأشعاره للدفاع عن الدين الإسلامي وعن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حتى أطلق عليه لقب شاعر الرسول. والشاعر هنا متأثر بفقد الرسول .
س1 : من الشاعر المُخَضْرَم ؟
جـ : الشاعر المُخَضْرَم هو الذي عاش جزء من حياته في الجاهلية وجزء في الإسلام، أو هو مَنْ أَدرك الجاهلية والإِسلام .
س2 : اذكر شعراء مخضرمين غير حسان ابن ثابت .
جـ : هناك العددي من الشعراء المخضرمين نذكر منهم: كعب بن زهير بن أبي سلمى، الخنساء، لبيد بن ربيعة، الحطيئة .
الأبيات :
1 – بِطَيْبَةَ رَســمٌ لِلرَسـولِ وَمَعهَدُ مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدُ
2 – أَطالَتْ وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ
3 – فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَسولِ وَبورِكَت بِلادٌ ثَوى فيها الرَشيدُ المُسَدَّدُ
اللغويات :
طيبة : اسم للمدينة المنورة
رسم : أثر ج رسوم ، أَرْسُم ، رسومات ، والمقصود : قبر الرسول
معهد : مكان معروف ج معاهد
منير : مضيء × مظلم أو معتم
تعفو : تزول ، تمحى × تثبت ، تدوم
تهمد : أي تبلى ، تفنى ، تضعف × تخلد ، تدوم ، تبقى
أطالت : زادت × قصرت
تذرف : تبكي بغزارة ، يسيل دمعها × تجمد
جهدها : قدرتها ، طاقتها
طلل : ما بقى شاخصاً من بقايا الديار ونحوها والمراد : ما ظهر من قبر الرسول ج أطلال ، طُلُول
أحمد : الرسول
بوركت : عظمت × حقرت
ثوى : أقام ، مكث ، سكن× رحل ، هاجر
الرشيد : الهادي ج الرشداء × الضال
المسدد : الموفق للصواب والقصد من القول والعمل × المخفق
الأساليب اللغوية :
وقد تعفو الرسوم وتهمد : أسلوب توكيد
ولا تنمحي الآيات : أسلوب نفي
معالم لم تطمس على العهد : أسلوب نفي
وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ : أسلوب استدراك
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ : أسلوب نداء
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحم : أسلوب توكيد
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ : أسلوب استفهام
وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ ….. فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ : أسلوب شرط