يَحتاج المَيت مِنّا إلي الإكثَار مِنَ الدّعاء، لأنّ الدّعاء يُخفّف مِن الذّنوب والسّيئات التِي يَحمِلُها فِي جُعبته الميت وما أكترفه مِن ذُنوب ومَعاصِي خلِال مَسيرته الحَياتيّة أو خِلال فترة حَياته التي قَضاها فِي الارض، ومِن خِلال التّقرير التالي سنُطلعكم عَلى مَا هو دعاء الميت، وما افضل وأجمل الدعاء للميت، وأهمية الدعاء للميت، كَما نعلم ان هناك العديد من الادعية التي يَتداولُها الكَثِير مِن النّاس لِلمَوتى، ولكِن يَجهل البَعض مَا المنفَعة العُظمى التي يحظى عليها الميت، فينتفع الميت من الدعاء الذي يتداولة الناس، حيثُ مِن خِلال الدعاء للميت يخفف الله عنه العذاب سَواء عذاب القبر أو عذاب الآخرة، فللدّعاء أجر عَظيم ويعتبر الدعاء للميت بمثَابة صَدقة جارية عنه ومن خلال التقرير التالي سنتعرف على دعاء الميت ومدى اهمية الدعاء للموتى.

دعاء للميت

يُعد الدّعاء والاستغفَار والتّصدق مِن أفضل الصّدقات الجَارية للمَيت، فَنحن فِى هَذا الدنيا مِلك لله عز وجل، فإنّ استَدعى الله أمانته فلا يَجوز لنا البكاء والعويل، وقَد يَحزن المسلم على الفراق، ويشتاق للعزيز الذي فارقه، ولكن لا يصحّ أبداََ البكاء بصوت مرتفع، وشق الجيوب، واللّطم، وكل الأفعال التي تخالف ما أمر الله به، وتؤرّق الميت فى قبره، وقد امرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء للميت، ومن احسن ما ورد في الدعاء له:

  • اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.
  • اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.
  • اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
  • اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.
  • اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.
  • اللهمّ اّنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.
  • اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين.
  • اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
  • اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
  • اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.
  • اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف الأرض عن جنبيها.
  • اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
  • اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
  • اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه.
  • اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به.
  • اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال.
  • اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه.
  • اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين.
  • اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود.
  • اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون “يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم”.
  • اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم.
  • اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته.
  • اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً.
  • اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك.

فضل الدعاء للميت

هُناك فَضل عظيم وكبير للدعاء الذي ينتَفِع بِه الميت بعد ممَاتِه، والذِي يُخفّف عَنه من عذَاب القبر والآخِرة، بينما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له “، أخرجه مسلم وأبو داوود ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ بِعُسْفَانَ ، أَوْ بِقُدَيْدٍ ، فَقَالَ : يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَخَرَجَ فَإِذَا النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ ” .

حكم الدعاء الميت

وَرد فِي الحَديث الصّحيح أنّ المَيت ينتفع بالدعاء، وقَد كان نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم- يسلّم على الأموات، ويدعو لَهُم، ويعلّم أصحابه إذا خرجُوا إلى المقابر أن يقولوا:” السّلام عليكم أهل الدّيار من المُؤمِنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم للاحِقُون، أسأل الله لنا ولكم العافية “. وفي رواية:” أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع “، ولو لم يكن في ذلك نفع أو فائدة لما فعله -صلّى الله عليه وسلّم- ولما علّمه لأصحابه. وقد ورد مرفوعا أنّه:” ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا، فيسلّم عليه، إلا ردّ الله عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام “. وذكر أهل العلم أنّ الميت يخفّف عنه العذاب بالدّعاء له.

الدعاء للميت في الصلاة

إن مِن أكثَر الأعمَال التِي يَحصل عَليه الميت الدعاء له في الصلاة، و عَن أبي عبدِ الرّحمنِ عُوفِ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه قال : صلَّى رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- عَلى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ :” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ، والثَّلْجِ، والْبرَدِ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار “، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ، رواه مسلم.

دعاء صلاة الجنازة

وهُناك دُعاء حرص رَسولنا الكَرِيم عَلى تَداولة وذِكره أثنَاء صَلاة الجنازة على الميت، وعَن أبي عبد الرحمن بن عوف بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قام – صلّى الله عليه وسلّم  على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول‏:‏ “‏ اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا، كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار “، حتى تمنّيت أن أكون ذلك الميّت‏.، رواه مسلم‏. ‏

دعاء اهل الميت

لقَد خَصّص الله سُبحانه وتَعالي دعاء لأهل المَيّت خاصّة، وذَلِك لكي يتداولة باستمرار كلما تذكرو فقيدهم والدعاء دوماََ له برحمة والمغفرة ومن الادعية التي أخصّها الله لاهل الميت هي:

  • عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال‏:‏ أرسلت إحدى بنات النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إليه تدعوه، وتخبره أنّ صبيّاً لها في الموت، فقال الرّسول‏ صلّى الله عليه وسلّم:‏” ارجع إليها فأخبرها أنّ لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجلٍ مسمّى، فمُرها، فلتصبر ولتحتسب “، متّفق عليه‏. ‏
  • وقال صلّى الله عليه وسلّم:‏‏”‏ ما من عبد تصيبه مصيبه، فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون‏، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، واخلف له خيراً منها “، رواه مسلم‏‏‏.‏ ‏

أفضل الادعية للميت المأثورة عن الرسول

حَرص خَاتم الأنبِياء والمُرسلين مُحمد صلي الله علية وسلم على أهميّة الدعاء للميت، والتي مِن خِلالها يَغفر الله له ذنوبة التي اقتَرفها فِي حياته، ومن أهمّ وأجمل هَذِه الادعية التي علمنا ايها الرسول الكريم هي كتالي:

  • اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
  • اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.
  • اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها.
  • اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
  • اللهم إنّ فلاناً بن فلان في ذمّتك، وحبل جوارك، فقِه من فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ. فاغفر له، وارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
  • اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك، احتاج إلى رحمتك، وأنت غنيّ عن عذابه، إن كان مُحسناً فزده في حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه.
  • اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين.
  • اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود.

فضل الدعاء للميت

هُناك الكَثِير مِن الأدعِية التِي حثّنا الدين الاسلامي الحَنِيف عَلى ذِكرها وتداولها على موتانا، حيثُ قَال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له “، أخرجه مسلم وأبو داوود . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ بِعُسْفَانَ ، أَوْ بِقُدَيْدٍ ، فَقَالَ : يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَخَرَجَ فَإِذَا النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ”

الأعمال التي يصل الميت ثوابها

  • الدعاء: والاستغفار له.
  • الصدقة: وقد حكى النّووي الإجماع على أنّها تقع عن الميت، ويصله ثوابها، سواءً كانت من ولدٍ أو غيره، لما رواه أحمد، ومسلم، وغيرهما، عن أبي هريرة: أنّ رجلاً قال للنّبي صلى الله عليه وسلم:” إنّ أبي مات وترك مالاً ولم يوص، فهل يكفّر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم “.
  • الصوم: لما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال:” يا رسول الله إنّ أمي ماتت، وعليها صوم شهرٍ، أفأقضيه عنها؟ قال : لو كان على أمّك دين أكنت قاضيه عنها؟ قال: نعم. قال: فدين الله أحقّ أن يُقضى.
  • الحج: لما رواه البخاريّ عن ابن عباس، أنّ امرأة من جهينة جاءت إلى النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت:” إنّ أمي نذرت أن تحجّ فلم تحجّ حتّى ماتت، أفأحجّ عنها ؟ قال: حجّي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا فالله أحقّ بالقضاء “.
  • قراءة القرآن: وهذا رأي فهرس من أهل السّنة.