ابراهيم هنانو ابن الزعيم السوري سليمان آغا بن محمد هنانو، من أصل كردي من سوريا وهو من مواليد العام 1869م في بلدة تُدعى كفر تخاريم قريبة من مدينة حلب، ابراهيم هنانو المولود لأسرة غنية مقارنةً مع غيرها من الأُسر في ذلك الوقت وهو ما جعله يكمل تعليمه وينشأ بصورة مثالية كما كل إبن لعائلة مقتدرة تهتم برعاية أبنائها هذا بخلاف لكون عائلته وعائلة والدته من العائلات ذات الشأن في بلدة كفر تخاريم مسقط رأس ابراهيم هنانو، حيث تلقى تعليمه في المراحل الاساسية المختلفة في كفر تخاريم ومن ثم استكمل تعليمه في اسطنبول في المدرسة الملكية فيها حيث تخرج منها في مجال الحقوق والادارة وهو ما مكنه من الحصول على وظيفة حكومية ومن بعدها تنقل في عدد من الوظائف الحكومية الادراية والتي جعلته يتنقل بين العديد من الدول العثمانية.
ابراهيم هنانو السوري
ابراهيم هنانو وضع خطاه الاولى في تاريخه اللامع عندما عين لمدة ثلاث كمديراً لضاحية من ضواحي اسطنبول ومن بعدها رقي لقائم في ارض روم وقد استمر اربعة سنوات بهذا المكان، وفي تلك الفترة تزوج ابراهيم هنانو وقد رزق بمولودة اطلق عليها اسم نباهت كما رزقه الله بمولود ذكر اسماه طارق ولكن المؤلم أن زوجته قد توفيت أثناء ولادة طفله طارق، وبالعودة للحياة السياسية لابراهيم هنانو فقد عين قاضي تحقيق في كفر تخاريم بلدة النشأة ومن ثم وصل لعضو مجلس ادارة مدينة حلي وفي العام 1918 عين رئيساً لديوان حلب حيث تم انتخابة ممثل عن مدينة حلب والذي جاء وفقاً للمؤتمر السوري الذي تم في مدينة دمشق في العام 1919م.
ابراهيم هنانو كردي
يعتبر ابراهيم هنانو من أبرز الشخصيات السياسية السورية وكان من بين رموز المقاومة في سوريا التي قادها ضد الانتداب السوري، وقد قاوم الانتداب الفرنسي بكل قوة عندما اقدم على احتلال مدينة انطاكية السورية في العام 1919 م حيث شكل مجموعة من المقاومين والتي تكللت بالنصر في معركة ميسلون التي حدثت بين المقاومين والاحتلال الفرنسي وهو ما جعله يوسع من قاعدة المقاومة في العام 1920 حيث جعل من جبل الزاوية قاعدة له وللمقاومين الذين يرأسهم، وهو ما جعل فرنسا تسرع من التخلص من هذه الثورة التي يقودها ابراهيم هنانو وهو ما نجت به حيث فر ابراهيم هنانو لمدينة عمان الاردنية منها للقدس في سبيل التخلص من ملاحقة الاحتلال الفرنسي له، لكن بريطانيا التي كانت تسيطر على القدس وقت الانتداب البريطاني قد قامت بإعتقاله وتسليمه للفرنسيين حيث نصبت له محكمة بتهمة الاخلال بالأمن العام في سوريا لكن كان لتعاطف السوريين الكبير معه ورفضهم لهذه المحاكمة الأثر الكبير في الإفراج عنه.
لم يتوقف ابراهيم هنانو عن ممارسة السياسة بعدما تعرض له حيث تزعم الكتلة الوطنية خلال الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين وبالتحديد في شمال سوريا حيث تم انتخابه في العام 1932 كزعيم لهذه الكتلة، وقد أتى عليه المرض بعد هذه المسيرة الطويلة الذاخرة بالعلم والمقاومة حيث أصيب بمرض السل وتوفاه الله في العام 1935 حيث ووري الثرى في مدينة حلب.