تشق الشمس حلكة الظلام لتسدل أشعتها وخطوط نورها على الأرض، فيأتي الصباح حاملاً معه رسالة مفادها أن هناك يوم جديد يحمل في خباياه خير كثير، فالصباح يوحي بالأمل المتجدد في الحياة، وأن بعد كل ظلام يحل النور، وبعد كل عسر سيأتي يسر، إن الصباح هو رمز للتفاؤل والنشاط والحيوية، تداعب خيوط الشمس وجنتي الإنسان لتوقظه من سباته للعمل والنشاط والجد والإنجاز، حيث أن غالبية الأنشطة والأعمال الإبداعية تبدأ في الصباح وتنتهي مع المساء، كما أن مظهر شروق الشمس وبداية الصبح يبعث في النفس الفرح والأمل والراحة والسكينة، وفي هذا فهرس قطفنا لكم أزهار تفوح بعطر الصباح وشذاه كي نشتم عبيرها، والآن نقدم لكم كلام جميل عن الصبح .

كلام عن الصبح

أشرق نور الصّباح، ففتحت النّوافذ، فلامست جبيني قبلة الشّمس بأشعّتها الذّهبية، فشعرت بأنّها ألقت عليّ بظلالها أنواراً من الفرح والأمل والتّفاؤل، بنهار جميلاً وأكثر إشراقاً بمشيئة الله تعالى.

أصبحتُ على حبّ الله، وحب الوطن، وود النّاس، وأصبحت وأنا متمنياً الخير لكل النّاس، وأمنيات بصباحٍ جميل لجميع أحبّتي. أصبح الصّباح معانقاً الياسمين ومداعباً الورود، تمنّيت عندما بزغ أوّل خيطٍ من خيوط الفجر أن تكون قلوب البشر صافيةً ومشرقةً، مثل أنوار الصّباح.

أصبح الصّباح فنظرت للسّماء، مستذكراً عظمة الخالق، وكلي خشوع لقدرته سبحانه وتعالى، أصبح الصّباح وتذكّرت أنّ القمر ذهب ليتوارى في فلكه، ليفسح مجالاً للشّمس كي تشرق من جديد، في دلالة على نظام الخالق الذي لا يحيط بعلمه شيء، فتمنّيت لو أنّ البشر يتأملون ذلك و يسيرون على نظامٍ مقدّس لمعيشتهم، فيستغلون أوقاتهم لتسيير حياتهم على أتم وجه.

لا شكّ في أنّ الصّباح هو بعثٌ جديدٌ من أجل حياةٍ جديدةٍ، وينبغي على الإنسان أن يطرح ثوبه القديم، ليلبس لصباحه الجديد ثوباً آخر، وأن يعمل على تصحّيح كثيراً من أخطائه ويتجنب تكرارها، وربما يتخلّى عن كثيرٍ من عاداته، ناظراً إلى يومٍ متميّز يكون فيه أكثر صدقاً  وواقعيةً مع عقله وقلبه.

إن انبلاج الصّباح هو بمثابة ولادة للأمل، ومبعث للتفاؤل ومشرق للعمل،لا يمكن أن تشعر بذلك إلّا إذا استيقظت فيه، ولاتشع به إلّا إذا شاهدت بياضه، وتنسمت هواءه، وغمرت أجواء روحك بشقشقة عصافيره، ونقاء أساريره، وصمت سكونه.