الغِيبة مِن الآفات الاجتِماعيّة التِي تُعاني مِنها المُجتمعات في كل العالم، لِذَا الكثِير يَبحث عَن كيفية الابتعاد عن الغيبة و النميمة، فهَذا الأمر مِن الأمور الخَطِيرة التي نهى عنها الاسلام ورسولنا الكريم فقَد قال رسولنا الكريم ( قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال ذكرك أخاك بما يكر ، قِيل أفرأيت إن كَان في أخي ما أقول؟ قال إنْ كان فيه ما تَقول فقد اغتبته، وإن لَم يكن فيه فقد بهته)، فلقَد شبّه القرآن الكريم والسنة النبوية الغيبة والنميمة بأكل لَحم الأخ ميتاََ فقال سُبحانه وتعالى ” أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه” و قَد خَصّص لها عقاب من جنس العمل “فقد مرَّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم ليلة عرج به بِقومِِ لهم أظفار من نحاس، يخمِشُون وجوههم وصدورهم، قال فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس، ويقَعون في أعراضهم”، فالغيبة والنّميمة تكون من الحسد ورفقة السوء ومُجَاراتهم، فالغيبة فيها هَمز ولمز، لِذا من المهم معرفة كيفية الابتعاد عن الغيبة و النميمة .

ماهي الغيبة والنميمة

من الآفات الاجتِماعية التي تُدمّر وتضرّ المُجتمعات هي الغيبة والنميمة، والكثير يشتكي منها ومن فاعِليها الذين يحسدون وينمّون ويغتابون، فالنّميمة سَعي الإنسان لإيقاع الفتنة بَين الناس و الوحشة كالقِيام بنقل الكلام بين الناس لافساد ما بينهم ايًا كان ما يقال صحيح او كذب او كان يُقصد بها الايقاع بين الناس ام لا، حيث ان العِبرة هنا بنتيجة الفعل ففى حال تسبب الكلام المنقول في ايقاع الفساد بين الناس اذا فهذا الفعل نميمة و هو فعل محرم حيث قال تعالى ” همّاز مشّاءٍ بنميم” , ” مرّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم بقبرين فقال إنّهما يعذّبان وما يعذّبان في كبير، أمّا أحدهما فكان يمشي بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستتر من البول”، لذا من المهمّ معرفة كيفية الابتعاد عن الغيبة و النميمة.

طرق الابتعاد عن الغيبة و النميمة

1- النية : – يجبُ أنْ تعقِد النّية على أن تتخلّص من هذه الصفات السيئة و الابتعاد عن هاتين العادتين المذمومتن .
2- التوكل : – توكل على الله و استعن بالله فمن استعان بالله كفاه .
3- الدعاء : – توجه الى الله جل و على بالدعاء للتخلص من تلك العادات المذمومة فإن الدعاء واحدة من افضل الوسائل للوصول الى الهدف، و من الادعية التي يمكن الدعاء بها للتخلص من تلك الصفات ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي”.
4- اليقين : – كن على يقين في قرارة نفسك بعظم ما ترتكبه من ذنب، لذا فذكر نفسك بالآية الكريمة ” وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ” و قول الرسول صلى الله عليه و سلم ” لا يدخل الجنة نمّام” .
5- الظروف : – ابتعد عن الظروف التي تدعوك لارتكاب تلك الكبيرة مثل الجلوس في جلسات يتحدث فيها الناس عن الآخرين بما يكرهون او يقومون فيها بنقل الكلام لذا ابتعد عن تلك الجلسات .
6- رقابة الله : استشعر دائمًا ان الله يراقبك حتى تكون دائم الحذر من ارتكاب المعاصي حتى لا يراك الله في هذا الحال .
7- التحكم و السيطرة على النفس :- دائمًا حاول السيطرة و التحكم في نفسك حتى تمنع نفسك و لا تستسلم لرغبات النفس و وساوسها حتى اذا قمت باقتراف ذنب عاقب نفسك و تب الى الله .
8- الاستغفار : داوم على لاستغفار و ترديد ادعية الاستغفار و التوبة فقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستغفر الله ما يقارب السبعون مرة خلال اليوم او ربما اكثر , فالاستغار راحة للقلوب و اشغالًا للسان بالذكر و الابتعاد عن التفكير في الامور السيئة .
9- الرفاق : – احرص على ان تكون الرفقة صالحة حيث تشجعك على العبادة و تساعدك في الحماية من الوقوع في الهفوات .
10- الفروض : – احرص على آداء الفروض كالصلاة في وقتها و لا تفرط في مواقيتها ابدًا فهى من اسرار التوفيق و الثبات على الايمان .