إن الأذان هو بمثابة إعلان ونداء موجه للمسلمين كافة بدخول وقت الصلاة المفروضة،  ويتم رفع الآذان خمس مرات في اليوم والليلة هي على التوالي : آذان الفجر، آذان الظهر، آذان العصر، آذان المغرب، آذان العشاء، حيث يبدأ المؤذن بترديد صيغة الآذان وهي : الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، مع تكرار كل عبارة مرتين عند رفع الآذان، وللمؤذن أجر وثواب عظيم يوم القيامة فهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة، تعالوا معنا لنتعرف اليوم على مؤذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مكة .

من هو مؤذن الرسول في مكة

كان للرسول _ صلي الله عليه وسلم – مؤذن في مكة هو الصحابي الجليل : بلال بن رباح، حيث اختاره الرسول لتميزه بصوتٍ جميل، كما كان هناك مؤذنين آخرين للرسول وهم عبدالله بن أم مكتوم، وأبو محذورة، وسعد القرظ بن عائذ مولى الصحابي الجليل عمار بن ياسر .

بلال بن رباح

الصحابي الجليل : بلال بن رباح، المشهور بلقب مؤذّن رسول الله، وقد كان قبل الإسلام عبداً عند بني جمح القرشيين، وعند ظهور الدعوة الإسلامية لم يتردد في الدخول في هذا الدين الجديد، فقام سيّده وطاغية قريش أميّة بن خلف الجمحي بتعذيبه أيّما عذاب فقد كان يلقيه على الرمال الساخنة في الصحراء في عز الظهر ويضع على صدره صخرة كبيرة ليرده عن دينه فما كان من بلال إلا أن يردد أحدٌ أحد، واستمر امية بن خلف في تعذيب بلال حتى جاءه الصحابيّ الجليل أبو بكر الصدّيق واشتراه منه، وأعتقه لوجه الله، وقد كان امتاز بلال الخلق الرفيع، وعندما كان يسمع كلمات المدح من الناس، يتذكّر فضل الله تعالى عليه بأن هداه للإسلام وأعلى من شأنه بدخوله في دين الاسلام، فلولا الإسلام لظل عبداً عند قريش يأتمر بأوامر سيده، فالإسلام منحه أعظم نعمة وهي الحرية، فقد كان يقول – رضي الله عنه -: ” إنّما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً”. وقد عُرف عن بلال عذوبة الصوت في الجاهليّة؛ فقد كان يستثمر صوته الجميل في الغناء، وبعد دخوله في الإسلام، استغلّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – جمال صوت بلال وأسند إليه مهمّة رفع الأذان.