إن من أبرز صور تكريم الله للإنسان أن سخر له السموات والارض وجميع المخلوقات، كي يسهل على الانسان أداء دوره الذي خلقه الله من أجله وهو تعمير الارض وإصلاحها، فكل ما أوجده الله على هذه الارض وفي هذا الكون إنما هو لخدمة الانسان فقد قال تعالى : ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ﴾.

ومن نعم الله أن بسط الارض مهادا، لتسهل الحركة والتنقل عليها، كما جعل السماء سقفا محفوظا يحفظ الانسان، كما خلق الشمس والقمر لتضيء الكون وتنيره، بل وتمده بالحرارة اللازمة لجعل الارض صالحة للحياة، كما جعل الارض خصبة صالحة للزراعة تنبت من الثمار والاشجار ما هو غذاء للإنسان، كما أجرى البحار والانهار والمحيطات كي توفر الماء للانسان فالماء هو عماد الحياة، فالانسان مخلوق ليعمر الارض ويصلح فيها، ولابد أن يعمل في الأرض على خير وجه.