هُناك الكثير من القصص الجَميلة في الإسلام، فهُناك قصة في استجابة الله لدعاء من دعاه وقصص لأنبياء الله، وقصص كثيرة فِيها العِبر والعظَات والدّلالة على قدرة الله ومعجزاته سبحانه وتعالي، وهناك من يحب قراءة القصص الإسلامية التي يكُون فيها العبد محتاجًا ويلجأ الى الله في أشد حاجاته فيقوم بالدعاء الى الله عز وجل من أجل أن يستجيب له فيستجيب الله عز وجل له، ومن هَذه القصص سنقُوم بسرد قصة في استجابة الله لدعاء من دعاه، للدلالة على ان الله عزوجل يستجيب الدعوات أو يحتفظها الى وقت معلوم عنده، وإن استجابة الدعوة لأنّها خير وإن كانت شر فان الله يجزي بها عن عبده بالحسنات.

قصة معاصرة لاستجابة الله لدعاء من دعاه

نسرد لكم قصة من الواقع المعاصر الذي نعيشه، ويظهر فيه استجابة الله عز وجل لمن يدعوه ويلجأ اليه بالصلاة والدعاء والتسبيح، وهذه القصة هي للاستاذ عبد الله بن محمد الداوود الذي توفى دماغيا منذ 15 سنة، في قصة تسردها زوجته قائلة.

في عام 1414 تقول زوجة الاستاذ عبدالله ان زوجها كان شاب يافع وملئ بالنشاط وهو وسيم وذو خلق وجمال ودين وبارا بوالديه، وقد تزوجها في عام 1390هجري، وسكنت في بيت والده كما العادة في الاسر السعودية، وكان بارا بوالديه ما جعلني اتعجب منه واحمد الله على ان رزقني مثل هذا الزوج.

رزقنا الله بطفلة بعد زواجنا بعام واحد، وانتقل للعمل في المنطقة الشرقية فكان يذهب لعمله اسبوعا ويمكث في البيت اسبوع، حتى اتت عليه ثلاثة سنوات وبلغت ابنته اربعة سنوات وفي اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك 1395 هجري وهو في طريق العودة الى الرياض تعرض لحادث حركة وانقلاب دهل على اثرها المستشفى ودهل في غيبوبة.

وقد اعلن الدكاترة المختصين المعالجين له انه متوفي دماغيا حيث ان نسبة التلف في خلايا المخ وصلت الى 95%، وكانت هذه الواقعة اليمة بشكل كبير علينا وعلى والديه المسنين، الامر الذي زادني حرقة سؤال ابنتي اسماء عن والدها الذي تعلقت به تعلق كبير وهو قد وعدتها بلعبة تحبها، وكنت اتناوب على زيارته يوميا ولم يتغير منه شئ.

وبعد خمسة سنوات اشار لي البعض بان اطلب الطلاق منه عبر المحكم بحكم انه متوفي دماغي ووضعه ميئوس منه وقد افتى بعض المشايخ بجواز الطلاق في حالة صحة وفاته دماغيا، الامر الذي رفضته رفضا قاطعا طوال بقاءه على وجه الارض، فاما يدفن كباقي الاموات او يتركوه لي حتى يفعل الله به ما يشاء.

فاصبح اهتمام الام بابنتها الصغيرة وقد ادخلتها مدارس تحفيظ القران الكريم وحفظت كتاب الله بشكل كامل وهي لا تكاد تتجاوز العاشرة من عمرها، وقد اخبرتها بخبر والدها واصبح اما باكية او صامتة، وكانت ابنتي ذات دين وخلق وتصلي كل صلاة في وقتها وتصلي اخر الليل وهي لم تبلغ السابعة، وكانت تذهب معي الى رؤية والدها وتقرأ عليه بين الحين والاخر وتتصدق عنه.

في يوم من ايام سنة 1410 هجري قالت البنت لامها يا اماه اتركيني عند ابي سانام عنده الليلة وبعدما تردد وافقت الام على ذلك، فقامت البنت بالجلوس بجانب والدها وبدات تقرا سورة البقرة حتى ختمتها ثم غلبها النعاس فنامت، ووجدت كان ابتسامة علت محياي واطمان قلبها، من ثم قامت من نومها وتوضأت وصلت ما شاء الله ان تصلي، فغلبها النعاس مرة اخرى وهي تصلي، ثم تجد كان احد يقول لها انهضي كيف تنامين والرحمن يقظان وهذه ساعة الاجابة التي لا يرد الله عبدا فيها ابدا.

فقامت بالنهوض مرة اخرى وتذكرت الدعاء الذي غاب عنها فقامت برفع يديها ونظرت الى ابيها وعيناها مليئتان بالدموع واصبحت تدعي وتقول يا ربي يا حي يا قيوم يا عظيم يا جبار يا كبير يا متعال يا رحمن يا رحيم.. هذا والدي عبد من عبادك أصابته الضراء فصبرنا.. وحمدناك وآمنا بما قضيته له، اللهم إنه تحت مشيئتك.. ورحمتك.. ♡ اللهم يامن شفيت أيوب من بلواه، ورردت موسى لإمه، وأنجيت يونس في بطن الحوت، وجعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم، إشف أبي مما حل به، اللهم إنهم زعموا أنه ميئوس منه، اللهم فلك القدرة والعظمة، فالطف به وارفع البأس عنه.

وغلبها النعاس مرة اخرى ونامت لقبيل الفجر فاذا بصوت يناديها من انت ماذا تفعلين هنا، فنهضت على الصوت والتفت يمينا وشمالا بلا ترى احد، يم يتكرر الصوت فاذا هو بصوت والدها فما تمالكت نفسها وقامت باحتضانه وهي فرحة مسرورة، وهو قوم بابعادها عنه ويستغفر ويقول لها اتقي الله لا تحلين لي، فتقول له انه انا ابنتك اسماء فسكت.

فيخرج الى الاطباء واخبرهم فاتوا ولما راوه تعجبوا، فقال الدكتور الامريكي بلكنة عربية متكسرة سبحان الله، واخر مصري سبحان من يحيي العظام وهي رميم، وابي لا يعلم ما الخبر حتى اخبرناه بذلك.

وبكى وقال الله خير حافظا وهو يتولى الصالحين، والله ما اذكر الا انني قبيل الحادث نويت ان اتوقف لصلاة الضحى فلا ادري اصليتها ام لا، ورجع الى البيت ابو اسماء وقد قارب على عمر ال46 عاما، ورزق بولد وفي السنة الثانية من عمره يمشى بحمد الله.

وفي الختام اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.