قصة الاسراء والمعراج بالتفصيل، حيثُ بَعث اللهُ عَزّ وجَلّ بنبيّنا مُحمد مُبلغًا لدينه ومنحه صلى الله عليه وسلم بمجمُوعة من المعجزات الربانية، ليبين صدق نبوته ورسالته حيث تعدد الدلالات والبراهين ليصُدّ كل المعتدِين بأي شُبهة وقطع دابِر المنافقين، ومن أهم وأعظم هَذه المُعجزات كتاب الله عز وجل ما أعجز كلماته سبحان قدرته وجبروته، ومن عظيم قدرت الله عز وجل على سيد الخلق محمد نبينا وحبيبنا برحلةً ربانية وقفت عندها القدرات لقُدرته تعالى وصدق نُبوّة الحبيب محمد، فقد أعجز الله من خلال أحد الأحداث الفريدة من خلال رحلة الاسراء والمعراج التي ذُكرت في كتاب الله تفاصيلها.

وتعتبر هذه الحادثة معجزه فريده لنبينا محمد صلى الله علية وسلم حيث تميزت بانها روحية وجسمية حيث ذهب النبي بملموس حواسه فيها، حيث حدثت في سيرة النبي محمد الطاهرة معجزتي الاسراء والمعراج في اوقات يسودها الحزن، حيث قيل هي الرحلة التي كان قد تعرض علية الصلاة والسلام الي العديد من الابتلاءات والمحن الشديدة، فقد توفيت أحد أحب زوجاته الي قلبه وهي سيدتنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وتوفي في نفس عامها سند النبي وحامية من قومه الا وهوا عمه أبو طالب الذي أضاق وفاته صدر النبي الشريف لشدت عناد عمه وعدم نطق الشهادتين قبل وفاته.

ما ادى الية موت عمه ابو طالب من اشتداد جحف وتفرد قريش بالنبي واصحابه وتعذيبهم، مما ادى لهجرته صلي الله علية وسلم وأصحابه الكرام إلي المدينة النبوية خارجا من أحب الأماكن الي قلبة، وبدأ الدعوة ونشر الدين بين الناس في الدينة وتحمل كل الصعاب.

تفاصيل رحلة الاسراء

بعد هذه العناء الذي لقاه سيد الخلق من كونه كان من الله بعد العسر يسرا، في السنة الثالثة قبل الهجرة كان عليه الصلاة والسلام نائما ليلا مع عمه حمزة وجعفر بن ابي طلب رضي الله عنها في بيت بنت عمه أم هانيء أخت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حي في مكة اسمه أجياد، فجاءة جبريل والنبي نائم فشق السقف دون أن يهبط التراب أو الحجارة، فأيقظ جبريل علية السلام النبي ثم استاقه الى دابة واركبه عليها خلفة وانطلق به، واسم هذه الدابة البراق وهي دابة من دواب الجنة وذكر في وصفها بأن لونها أبيض يصل للضخامة التي لا يتصورها احد.

حيث كانت حوافر قدمية تصل في كل خطوة لها الي اخر مدا يصلو اليها نظرها، فبدأت رحلة النبي محمد مع جبريل على البراق فستاق جبريل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فبدأ من موطأ النبي وهي الكعبة المشرف وهنا أشتق جبريل صدر النبي ليملأه اليقين والاطمئنان دون أن يحتس علية الصلاة والسلام باي ألم وذلك الشيء ليهيئ النبي لهذه الرحلة الرانية، ثم انطلقا على ظهر البراق حتى أوصل جبريل النبي الي المدينة وأمر النبي أن ينزل فنزل النبي وأمرة أن يصلي ركعتين فصلى، ومن ثم أكملوا الطريق حتى أتيا بده اسمها مدين “وهي بلد النبي شعيب عليه السلام” فأمره أن يصلي ركعتين فصلى.

ومن ثم انطلقا الى بلاد الشام وعند وصول بيت لحم امر جبريل النبي أن يصلي ركعتين ففعل أيضا فبيت لحم مكان ولد فيه عيسى ابن مريم عليه السلام، حتى أتيا بيت المقدس فربط صلى الله عليه وسلم البراق بحلقت الأنبياء على أبواب بيت المقدس، ودخل البيت المقدس فصلى ركعتين ومن ثم صلى بالأنبياء جميعا أماما تشريفا لنبينا محمد، فهوا الميثاق الذي يأخذ على الرسل وإعلانا لختم النبوة في هذه الأرض وعالمية الإسلام.

رحلة المعراج بالتفاصيل

بعد ما اتم النبي الإمامة بجميع رسل الله على الأرض، حضر جبريل عليه السلام النبي وفي يده إناءين وحد فيه خمر الجنة والثاني فيه لبن فخير النبي، فختار صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل اخترت الفطرة يا محمد، وبعدها بدأ الصعود مع جبريل الي السماء حتى وصلا السماء الأولى فرأى صلى الله عليه وسلم أبونا أدم فرد السلام، وفي الثانية رأى عيسى ويحيى والفي الثالثة رأى يوسف وفي وصف النبي ليوسف أنه أعطي شطر الحسن أي الجمال من شدت جمالة، وفي السماء السادسة رأى موسي، حتى وصل السابعة رأى إبراهيم عليه السلام فروي ع النبي أنه أكثر الناس شبها بخلقة النبي صلى الله عليه وسلم.

واستمرت جولته صلى الله عليه وسلم مع جبريل فدخلا الي أن وصلى سدرت المنهى، ففي وصف النبي لها لعظمتها وحسنها كانت مفروشة من فراش من الذهب تحتها، وأصل هذه الشجرة من السماء السادسة وتصل حتى السابعة سيقانها كأذن الفيل وثمرتها كالقلاع، وحين وصل النبي إلي السماء السابعة افترق به جبريل وسار النبي محمد وحدة حتى وصل الي مكان سمع فيه صوت قلاع والتي تكتب فيه الملائكة في اللوح المحفوظ، فكشف بعدها عن النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب فسمع كلام الله الذي لا هو صوت ولا كلمات حيث سمع البني صوت الله بقلبه لأنه لا يقدر علي سماعه الا القلب فلا شيء كعظمته، وحتى الريا فقد كان النبي يرى بقلبه لا بعينية فرأى الله بقلبه، وكلم الله ومن عظم الموقف ما تذكره النبي من لقاء الله أن الله عز وجل قد فرض على أمته الصلاة خمسون صلاة فبدأ يرجع النبي من رحلته حتى اتي السماء السادسة.

فوجد موسى فسأله علية السلام (ماذا فرض الله على أمتك) قال خمسين صلاة قال( ارجع وسل التخفيف، فإني جربت بني اسرائيل فرض عليهم صلاتان فلم يقوموا بهما)، فرجع صلى الله عليه وسلم لرحمته وخوفه علينا من التكليف واقتدا بنصيحة موسى فرجع وسأل التخفيف من الله فجعل يعيد الكرة الي أن فرض علينا خمس صلوات فنصح موسى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن يرجع ويسأل التخفيف من الله ولكن النبي محمد قد جابه الخجل وقال كفى فالحمد لله على هذه الفرائض وأسأل الله أن يريح قلوبنا بها وأن يثبتنا على المحافظة عليها.
وفي رحلته صلى الله علية وسلم مر بأحوال أهل الجنة وأهل النار وكلما يرى حاله يسأل جبريل عنها، فعاد نبينا محمد خير الخلق الي أهله وأمته جعل يروي لهم ما رأى فمنهم من صدقة وبكى وزاد الايمان في قلبه، ومنهم من بدا يشكك ويستفسر ويسأل عن تفاصيل الرحلة، وفي النهاية كلها علامات لتقوى بها إيمانياتنا ونشد عزمنا على طاعت الله واليقين به والخوف من عذابه.