حكم حلق شعر الدبر؟ أو هل يمكن حلق الشعر المحيط بدبر المرأة والرجل، وهل وجود الشعر من الممكن أن يعيق الطهارة؟ هذا ما سنوضحه لكم في هذا فهرس .
حلق شعر الدبر أو العانة أو الأرداف يدخل ضمن أهتمامات الإنسان التي أوصى بها الإسلام، بداعي النظافة والإبقاء على الطهارة، ويمكن حلق هذه المناطق بطرق سهلة دون ضرر أو ألم، مع المحافظة على الخصوصية .
والطريقة الآمنة والسهلة والرخيصة هي حلق هذه المناطف بإستخدام الحديد، أي بإستعمال الموس أو شفرة الحلاقة وهي سنة متبعة، وتحافظ على الخصوصية وبإمكانك إختيار المكان والزمان في تنفيذها، في هذا الطرح نُبين لكم حكم الشرع في حلق شعر الدبر .
حكم حلق الشعر المحيط بالدبر
بداية شعر الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما نص الشارع على تحريم أخذه.
القسم الثاني: ما نص الشارع على طلب أخذه.
القسم الثالث: ما سكت الشارع عنه.
نفسر لكم كل قسم على حذا، فما نصـ الشارع على تحريم أخـذه، لا يجوز قص أو إزالـة شيء منه، كاللحيـة للرجل، والحاجب للمرأة والرجل على السـواء، لأدلة كثيرة منها، قوله صلى الله عليه وسلم: “حفوا الشوارب، وأعفوا اللحى” رواه البخاري ومـسلم، وقوله: “جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس” رواه مسلم، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصات بقوله: “لعن الله النامصات والمتنمصات المغيرات خلق الله” رواه مسلم، والنامصة:هي التي تأخذ من شعر حاجبها.
ثانيا: ما نص الشارع عـلى طـلب أخذه فيزال، أو يؤخذ منه بقدر ما ورد الشارع به، مثل: الإبط، والعانة للجنسين، والشارب للرجل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عشرة من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء.قال مصعب: ونسيت العاشرة: إلا أن تكون المضمضة. وقال وكيع: انتقاص الماء يعني: الاستنجاء” رواه مسلم، ومعنى البراجم أي: عقد الأصابع ومفاصلها كلها.
قال النووي: قال العلماء: ويـلحق بالبراجم ما يجتمع من الوسخ في معـاطف الأذن، وهو الصماخ، فيـزيله بالمسح، لأنه ربـما أضرت كثرته بالسمع، وكذلك ما يجتـمع في داخل الأنف”، وقال: “والمراد بالعانة: الشعر الذي فوق ذكر الرجل وحواليه، وكذلك الشعر الذي حول فـرج المرأة، ونقل عن أبي العباس بن سريج أنه الشعر النابت حول حلقة الدبر، فيحصل من مجموع هذا: استحباب حلق جميع ما على القبل والدبر وحولهما، وأما وقت حلقه فالمختار أنه يضبط بالحاجة وطوله، فإذا طال حلق، وكذلك الضبط في قص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر.
وعن حديث أنس المـذكور في الكتاب، أي صحيح مسلم، “وقـت لنا في قص الشارب، وتقلـيم الأظافر، ونتف الإبـط، وحلق العانة أن لا يتـرك أكثر من أربعين ليلة فمـعناه: لا يترك تركـاً يتجاوز به أربـعين، لا أنهم وقـت لهم الترك أربعين” .
ثالثا: فهو ما سكت عنـه الشارع، وهو معفو عنه لقـوله صلى الله عليه وسلم: “وما سكت عنه فهو عفو” رواه البزار والطبراني وحسنه الهيثمي، وهذا القسم يرجع إلى اختيار العبد مثل: الشعر الذي ينبت على الأنف، أو على الجبهة، فإن شاء أزاله، وإن شاء أبقاه.
والله أعلم.