الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أيها الشاب المسلم، قد أمعن الله عليك بنعم كثيرة لا نهاية لها أولها وأعظمها هي نعمة الاسلام العظيم، وأيضا منحك الله العقل لتفكر وتتدبر فيه، ووهبك نعمة الصحة والعافية فعليك أخي المسلم أن تغتنم هذه النعم خير اغتنام، وأن تستخدمها فيما ينفعك وينفع دينك ومجتمعك في الدنيا والآخرة.
أخي المسلم، اعلم علم اليقين أن بداخلك بذرة خير صالحة طيبة عليك أن تنميها في أمور الخير وصلاح وما يجعلك أكثر استقامة وأكثر بعدا عن طريق الشر والمعاصي، واحرص على انتقاء الأصدقاء على أسس دينية، فرفقاء السوء هم طريقك إلى الهلاك والجحيم، فكم من الشباب خانوا ثقة أهلهم ومجتمعهم وارتكبوا الجرائم والذنوب والأخطاء بحق أنفسهم أولا وبحق غيرهم، وضيعوا شبابهم في السجون عقابا على أفعالهم فهذا قول الله الحق : ” الأخلاء يومئذ بعضكم لبعض عدوٌّ إلا المتقين” وهذا رسولنا الكريم يقول : ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” أي أن الصديق هو مرآة لصديقه وهو الهادي والمرشد لطريقه فإما أن يصحبه إلى طريق الخير أو يجره إلى طريق الشر والضلال ويهوي به إلى القاع.
احذر أخي المسلم من تعاطي المخدرات أو الكحول أو ماشابه فهي أداة فتاكة تفتك بالعقل والجسم، وتودي بالمتعاطي إلى طريق الضياع والانفلات والخسران، وقد حرّم الدين الإسلامي تعاطي المخدرات وحتى التجارة بها لما لها من أثر بالغ الخطورة على المجتمع فهو يسبب بشكل اساسي تدمير قوى الشباب الذين هم عماد المجتمع، فالحذر كل الحذر من مروجي المخدرات وتجارها ومتعاطيها، وإياك ورفقاء السوء فهم الوسيلة التي تسبب هلاكك دون أن تشعر إلا وأنت غارق في وحل المخدرات والجرائم وماشابه.
واعلم أخي المسلم أن رضا الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه هو طريق السعادة والصلاح والفوز في الدنيا والآخرة.