تعاني الكثير من المجتمعات من انتشار المخدرات بين أبناءها، وتسعى الدول سعيا جادّا من أجل القضاء عليه ومكافحته، ففي بعض الدول تم تخصيص أجهزة معينة لهذا الاختصاص تعمل على مكافحة المخدرات والإدمان بطريق مختلفة، وتعمل على علاج المدمنين والذين يتعاطون المخدرات من خلال مصحات تحت إشراف طبي حكومي يتولى هذه المهمة.
إن المخدرات والكحول هي مواد تحتوي على نسبة عالية من المواد المنشطة والتي قد تسبب خلل في القوى العقلية، كما يمكن للشخص أن يفعل أشياء غير لائقة خلال تأثير هذه المخدرات والكحول، وإن كثرة تناولها يسبب الإدمان بحيث لا يستطيع الاستغناء عنها إلا بتدخل طبي بحيث يتم العلاج بطرق صحية سليمة لاتترك له المجال للعودة إليها مرة ثانية.
هذه المخدرات تعتبر عامل هدّام في المجتمع، فهي تفتك بقدرات الشباب وقواهم الجسدية والعقلية وحتى النفسية، لذلك قد حرّم الدين الإسلامي تعاطي المخدرات والكحول وكل ما من شأنه أن يذهب العقل لما له من آثار سلبية وهدّامة على شخصية الفرد وعلى المجتمع بأكمله.
هناك الكثير من الوسائل والاساليب التي تتخذها الدول والمجتمعات والمؤسسات الخاصة بمحاربة المخدرات والقضاء عليه من أجل مكافحة المخدرات والحد من تعاطيها ومن هذه الوسائل: محاربة البطالة وإشغال الشباب بمهام ووظائف وأنشطة بحيث لا تتركهم فريسة للفراغ، الاهتمام الكبير في التعليم وتضمين دروس وأنشطة تتناول أضرار وأخطار المخدرات بأنواعها، توعية الشباب وتثقيفهم على مخاطر المخدرات وتأثيرها الخطير على الانسان وبشكل خاص الشباب الذين يهاجرون إلى بلدان أخرى بغرض الدراسة أو التنزه أو العمل أو ما دون ذلك، ملاحقة مهربي وتجار المخدرات بشكل قانوني وإنزال أقصى العقوبات بهم، تقديم العلاج لمدمني المخدرات من كافة النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية، نشر القيم والاخلاق الإسلامية وتوضيح رأي الدين من هذه الآفات والتي يجب اجتثاثها من المجتمعات كافة، وكذلك بذل أقصى جهد بتعاون دولي مشترك للتدخل واقناع الجهات التي تعنى بزراعة المخدرات والحشيش بالإقلاع عن زراعته حتى لا تبقى مصدرا خصبا للمزيد من المخدرات.