اشهر الادباء في النثر في العصر الحديث اولئك الذين خلد التاريخ نثرهم واسمائهم بين صفحاته لما لهم من فضل كبير على ارجاع النثر من الهاوية بعد حالة التردي والقصور الكبيرة التي عانى منها النثر في عصور الدول المتتابعة بالاخص في العصر العثماني، حيث اصبح الاهتمام محصور على التصنع والتكلف، والاكثار من المحسنات البديعية، والامر الذي دمر النثر، ايضا تسرب الالفاظ التركية للغة العربية الفصحى، فبعد نهاية القرن الثامن عشر شهد النثر حالة من الانبعاث الجديد للحياة والنضج والازدهار، لهذا سوف نضع بين ايديكم ضمن فهرس اشهر الادباء في النثر في العصر الحديث .
اشهر ادباء النثر في العصر الحديث
شهد النثر في العصر الحديثة حالة من الازدهار والانبعاث الجديد على الحياة وظهور عدة الوان جديدة مثل الكتابة المرسلة المتحررة من اثار السجع والصنعة والجناس وقيود البديع التي انتشرت في عصور الدول المتتابعة وادت لاضعاف النثر تلك الفترة، وكان في العصر الحديث هناك الكثير من الادباء الجدد الذين عمدو الى التخلص من ضروب البديع وعمدوا الى التعبير المرسل
- الاديب اللبناني اديب اسحق والذي تتلمذ على يد جمال الدين الافغاني وتعلم منه الكثير، واللغة الفرنسية، وترجمة الكثير من المؤلفات الفرنسية ونقلها للعربية بالاخص في القصة والمسرحية، كان اديب محررا في جريدة التقدم في لبنان ومن ثم انتقل الى جريدة مصر وانشهر على اثرها، وبدا كتاباته بسجع ذو لون خاص قريب من الخيال، فقد كانت عاطفته جياشة وقوية ودعم كلماته باقتباسات من القران الكريم ، وتميز في نثره بالتخير بين الكلمات والسجع الغير مكلف والاكثار من الترادفات اللفظية واستخدام الخيال، ودخل اسلوب الخطابة عليه وغيرها .
- الاديب المصري شيخ محمد عبده المولود في البحيرة بالريف المصري، كان اهلو من ذوو المكانة الكبيرة في قريته، قام والده بارساله الى طنطا من اجل استكمال التعليم الخاص به، فكان عاجزا عن استيعاب المعارف والعلوم بسبب الاسلوب القديم في الدرس، واصر ابيه على تعليمه، الامر الذي ادى لهروبه الى خاله الذي كان له الاثر الكبير عليه، حيث زرع في داخل الزهد والتقوى وحبب اليه دراسة العلوم ومعارف والفقه والتفسير والنحو، وقد اسس مع جمال الدين الافغاني اسسا للاصلاح الديني في العالم الاسلامي وكانت دعوتهما الى يقظة العالم الاسلامي ومواجهة الغرب الكافر، اهتم عبده باللغة وتحرير الكتابة من التصنع والتقليد، والبعد عن الزخارف اللغوية، ووفق بين الفكر الاسلامي وحضارة العصر ومناهجها العلمية، كان له دور في ابراز اهمية اصلاح التربية والتعليم ، وتحرير العقول من الخرافات والجهل والاوهام، ولديه قدرة كبيرة على استخدام الجماليات اللفظية القديمة.
- المعلم بطرس البستاني المولد في 1819 في لبنان وعائلته كانت تعمل في الزراعة، كان ظاهرا عليه النبوغ في فترة الصغر، ودرس العديد من اللغات والعلوم، وعمل مترجما للانجليز ودرس النحو والحساب، وله مدهش مشهور سمي بمحيط المحيط الذي اختصره باسم قطر المحيط، ونشر مجموعة متنوعة من الرسائل الصغيرة والتي دعا فيها الى التاخي والتقارب بالاخص في الاحداث الطائفية عام 1860، وقد اسس المدرسة الوطنية وكان يدعو فيها الى المحبة والسلام في قلوب الصغار، وله موسوعة كبيرة سميت بدائرة المعارف.
- الاديب احمد فارس الشدياق والذي اعتبر من اكبر الرواد في تاريخ النثر الحديث، بسبب الثقافة العربية والاسلامية الكبيرة، والتي لونها بعدة ثقافات من العصر الجديد، عمل في الصحافة وتعلم العديد من اللغات كالفارسية والتركية والفرنسية والانجليزية، خاض تجربة الانسانية والقدرة على الوعي والتجربة والنفوذ، ونشر مصادر كبيرة في التراث الادبي/ ظهرت التطور الواضح في نثره عندما قام بالتخلص من الزخارف البديعية الشائعة انذاك، وجه نثره على مخاطبة الانسان العربي في المجتمع العربي من اجل التعبير عن قضاياه وطموحاته، الابتكارو التوليد الفني ، التعبير السهل ، ارتباط النثر بوقائع الحياة الجارية، وضع عدة مصطلحات لغوية طور فيها الفكر العربي ونقله نقلة واسعة للحضارة الحديثة.