لعل قصص النساء في القرآن الكريم معلومة لدى الباحثين دوماً والمطلعين على ما يحتويه كتاب الله العظيم وهو القرآن الكريم من قصص من عبر جلية ومستوحاه من الواقع، وإننا في ديباجة الاهتمام بهذه القصص التي نستمتع ونحن نتناولها لانها تنزيل من رب العزة ومن تنزيل الحكيم العليم الذي أنزل وأورد قصص عديدة في كتابه العزيز بهدف توضيح حقيقة ما او واقعة أو حادثة، ولقد كان الاهتمام بهذا الأمر واحداً مما ينهتم به ونستطيع بلا شك تداركه وتقديمه بعنوان “قصص النساء في القرآن” للإطلاع ومعرفة التفسير الكامل لمثل هذه القصص.
قصص النساء في القرآن مكتوبة
في القرآن الكريم العديد من القصص التي تخص المساء، وكان من بين تلك النساء، سيدتنا مريم العذراء عليها السلام، وآثرنا تقديم تلك القصة لكم بأسلوب شيق للغاية، فالقصة التي تخص مريم العذراء تتحدث عن شخصية واحدة، وهي مريم ابنة عمران وهي مريم العذراء ام المسيح عيسى عليه السلام بحسب القرآن الكريم، حيث وقد رُوي أنّ حنة ابنة فاقوذا وهي زوجة عمران كانت في حياتها عاقراً لم تلد بتاتاً، إلى أن عجزت عن ذلك تماماً، فبينما هي في مرة من المرات بظلّ شجرة أبصرت من بعيد طائر يطعم الفرخ التي تخصه، فتحرّكت فيها عاطفة الأمومة وتمنّته في تلك اللحظة وقالت: يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً، شكراً لك، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من خدمه. إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وبهذا الدعاء الذي صدر من القلب استجاب لها ربنا الله سبحانه وتعالى، فحملت، ولا نعلم مباشرة أم بعد فترة، وأثناء حملها بهذا الغلام توفي زوجها عمران.
وبهذا فقد كان أول الامتحانات أن أمها لمريم البتول، والتي كانت دوماً ترجو أن ترزق بغلاماً لتهبه مباشرة إلى خدمة بيت المقدس والدين رزقت بنتاً، وهذه البنت لا تقوم بالخدمة الكاملة في المسجد ودور العبادة كما يقوم الرجل بحكم ذكوريته، وأسفت واعتذرت لله سبحانه وتعالى فقالت: فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
ولكن الله تبارك وتعالى قبل من حنّة النذر ذاك، وجعله نذراً مباركاً والله أعلم، وهذا ما أشار وأوضح إليه نص في القرآن الكريم: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
وهكذا كانت قصة البتول مريم العذراء حين وُلدت من أمها من آل عمران، عليها من الله نور ورحمة وعلى خاتم الأنبياء والمرسلين بإذن الواحد الأحد.