لماذا لم يؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، حيثُ كَان باستطاعته فِعل ذلك، حيثُ يُمثِّل الرسول صَلّى الله عليه وسَلَّم قدوةً لكافَّة المسلمين، فما المغزَى من كونِه لم يُؤذّن بالناس ولو لمرة واحدة على مدار حياته صلى الله عليه وسلم، وهل كان يُوجد ما يمنعُه من الأذان آن ذاك، سنتعرّف على كل هذه التفاصيل وأكثر من خلال هذا فهرس الذي نطرح فيه هذا التساؤل، وسنتعرف على حيثيات هذا الموضوع بكامل تفاصيله أولًا وهُو لماذا لم يؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته بموضوعية كاملة ضمن آراء علماء المسلمين.
لم لم يؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته
لم يأتي نصٌ صريح لسبب عمد أذان الرسول صلى الله عليه وسلم في حَياته، إلّا أن إجتهاد العلماء جاء ليُجيب عن هذا التساؤل الذي كثيرا ما يأتي على أذهاننا، ومِن إجتهادات العلماء المُرجَّح صحتها أن الأذان يحتوي على الشهادتين أشهد أن لا إله إلى الله وأشهد أن محمد رسول اله) فلم يأذن رسولنا الكريم حشية أن يظن بعضهم أن هناك رسولا غيره والله أعلم.
وتأتي كل هذه الإجتهادات على لسان علماء المسليمن ورأيهم يحتمل الخطأ والصواب، والله أعل وعلم.
وجاء في إجتهاد أحد العلماء أن السبب يعود إلى أن الأذان يشتمل على دعوة، فإذا قال وهو يؤذن: “حي على الصلاة، حي على الفلاح” كان ذلك منه عليه الصلاة والسلام أمراً وجب على كل من يسمعه أن يجيب طاعة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا تخلف عصى وأثم وربما كفر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديث: “كلكم تدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى” (رواه البخاري) .
وجاء في إجتهاد أخرأن الأذان شرع بناء على رؤية منامية رآها غير الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم، وكله إلى غيره لكونه مشغولاً بأمور أخرى كثيرة .
ولكون الأذان أمانة من الأمانات، فلا مانع أن يسند الرسول صلى الله عليه وسلم الأذان أمانة إلى أصحاه ليحملوها معه، ولا سيما أنه قال: “الإمام ضامن، والمؤذن أمين” (رواه أحمد والترمذي وأبو داوود) .
نعم . . المؤذن أمين، ألا ترى أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لا يصلون ولا يفطرون إلا إذا سمعوا نداء المؤذن منادياً للصلاة أو الإفطار؟ فهو إذن مؤتمن على هذا العمل، وثقة عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم والأمة جمعاء.