إنّ دور الاسلام في المحافظة على البيئة له الأثر الكبير في توعية الإنسان بضرورة الحفاظ على البيئة التي يعيشُ فيها، فإنّ الله عز وجل خلق هَذا الكون مُنضبطًا وفق قانون الفطرة التي تجعل كُل الأُمور خاضعة لسيطرة الإنسان، الله عزّ وجل خلق الإنسان لعمارة الأرض والمحافظة عليها وليسَ لتدميرها طبيعيًا.

ربّ العِزّة أعطى للإنسان حقّ الإختيار ليكُون مبدعاً وبنّاءً في الأرض، فإنّ القوانين التي وضعها الله لايستطيع أي إنسان تجاوزها، كما أنّ الله عز وجل قال في كتابه الكريم لتحذيرنا: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (الإنسان، 3)، لهذا يظهر دور الإسلام في المحافظة على البيئة التي نعيشها وضرورة أن نقوم بالحفاظ على بيئتنا.

ما دور الاسلام في المحافظة على البيئة

خلق الله عزّ وجل الإنسان من أجل عمارة الأرض، وقَد جعل هذِه العمارة وِفق قانون الفطرة، وإنّ أعظم نعمة خلقها الله للانسان هي البيئة الامنة والسليمة بعيدا عن التلوث والسموم، حتى لا يتأتى له ذلك من دون مرعاة ومن هنا نجد العلاقة بين الالتزام باوامر الله عز وجل وبين سلامة البيئة التي نعيشها فالله عز وجل قال في كتابه الكريم :{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ. وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُوم. وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} (الحجر، 19-22) وفي هذه الاية فيها دعوة للمحافظة على التوازن الكوني.

وقد نهى الدين الاسلامي عن الافساد في الارض الامر الذي يمكن ان يؤدي لافساد التوازن الكوني وقد قال الله عز وجل في كتابه { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (الأعراف، 85)، وهنا تعبير واضح من الايات الكريمة التي تنهي عن الفساد والخراب في البيئة والارض.

ونهى الاسلام عن الاسراف في البيئة كالطعام والمياه والمصادر الاخرى التي تسبب زيادة في الطلب وارتفاع الاسعار وازدياد الفقر، وقلة الموارد المائية وقد حذر الاسلام من الاسراف وقال تعالي:  {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف، 31) ويجب على الانسان القيامة بزراعة الارض وادامة خضرتها ليساهم في المحافظة على البيئة السليمة النقية.

ودعا الاسلام الى ان يحافظ الانسان المسلم على النظافة والطهارة لنفسه وبيته واهله، وفي الاماكن المقدسة وظهر ذلك في قوله تعالى:  {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (البقرة، 125) وهذا الامر يعني التطهر من النجاسة والقاذورات.

ان الاسلام حرص الحرص الكبير على نظافة الطرق والاماكن العامة، من اجل بيئة نقية وسليمة وصحية للانسان ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حذر من ايذاء الطرق او الاماكن التي يقصدها الناس للراحة وظهر ذلك بقوله: (اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ) وفي هذا يظهر الدور الكبير والحرص الاكبر من الدين الاسلامي على البيئة التي نعيشها، ويؤكد علينا ان الله عز وجل خلقنا من اجل عمارة الارض.